"تعدد الإطارات المتشابهة"
صوراً باهتة تتناثر كظلال ضائعة في أفق يكتنفه الغيم، أطياف يائسة في كُلِّ مراحل العمر، من المهدية حتى الرُؤُومِ، لَن ترتسِمَ الابتسامةَ عَلى وَجْهِي يومًا، لَن أحظى بالثمالةِ، بَل حظيتُ بالتَفَجُّعِ، وتراكمَ انعكاساتي وأصداءَ الماضي تُصَدِّقُ فَحْوَى مَحْفُوظَتي، قِطَارُ مُتَاهَاتِ الكينونةِ الزمانيةِ ينسابُ وينحدرُ بي سريعًا، وَلَمْ أحظَ يومًا بالهناءة، كُنتُ أعيشُ في دائرةٍ مُغْلَقَةٍ مِن الكَمَدِ، كُلُّ لحظةٍ كانت تمرُّ وكأنها عبءٌ ثقيلٌ على قلبي، وَكل خَطوَةٍ كنت أخطوها كانت مليئة بالشوك والآلام، لم أكن أرى في الحياةِ سوى العتمةِوفي أعماقِ نفسي كان هناك فراغٌ لا يُملأُ، لم أشعرَ بالسعادةِ كثيرًا في الماضي، لكنني اليومَ أكتشفُ أنني لن أبتسمَ حتى الآنَ، لَن يتغير شيءٌ غيرُ ملامحِ وجهي التي شُحِبَتْ، وكأن الزمانَ انتشلَ مني كلَّ لحظةٍ من الأملِ، تاركًا لي أطيافًا باهتةً وذكرياتٍ تهدرُ بمرورِ الأيامِ، لم أعد أشعرُ باختلافٍ بين الماضي والحاضرِ، وكأن كلاهما مشهدٌ واحدٌ في انفلاتٍ عارمٍ، مُتلاشٍ في الغرابةِ الغباريةِ من الحزنِ الذي يُرافقني كظلي، فما زلتُ أبحثُ عن نبراسٍ، لكنني لا أجدُ سوى غيهبٍ دامسٍ،يطوقني، ويلتفُّ حولي وكأنني أسيرةٌ له.
بقلم /هاجر رمضان