"کماقتلني"

 "كما قتلني"


انخرطت في البكاء واحمرت وجنتيها وأخذت تلملم دموعها المسكوبة  تحت وطأة الانهيار لهذا الكيان  المعشوق 

ظلت تهدئ نبضها الثائر وتروض حزنها المكبوت داخلها ...

استشعرت حلمها المدفون تحت سراب العشق، وارتمت في أحضان الخيال، تهدهد على أملها المفقود بين طيات الزمن 

أخذتها الحيرة إلى تلك اللحظة الأخيرة، عندما انحنت تحت نظراته المغزولة بلون السماء المتوهجة، واطمأنت راضية بهذا الشعور الممزوج بلوعة الالتقاء، بعد أن فاض الشوق على الأعضاء واستسلمت الروح بعد طول عناء،

ظنت ربما ابتسمت لها الحياة 

 انجرفت عن مسارها المرسوم واتجهت إلى حيث يكون اللقاء، لم تشعر بحرارة القرب ولا لهيب الشوق، استمتعت حين تعانقت النظرات، وابتسمت وهى تحتضن الآهات 



خيل إلى قلبها بعد اللقاء 

 لقاء واستعد جسدها لهذا الالتقاء .

تزينت وتطيبت في خدرها المكسوف، فنجلى الحسن من خديها واخترق بهائها كل بهاء، وأشرقت في حضرتها السماء، وتسابقت مع الريح تطوى الزمن، تحت جناحي الغرام تلتمس السعادة بين أحضان الحياة .

هناك تنتظر الأمل ولا تمل طول البقاء، حتمًا سيمر، تلك الشجرة أحبتني، وهذه الأغصان تتأملني من أكون؟

تستنشق الأوراق عطري وتبتسم، وأخفيت خجلي في صدري، وهممت أن أرحل بعدما جاء المساء يتسابق في خفاء .

كان ظني يراودني أن استعذب البقاء، وأنا في قرارة نفسى ألتمس له ألف عذر، وفى قلبي ضجيج وبكاء، وأصوات تهمس في أذني الصبر على المحال قمة الغباء،

ما عاددت الحياة تتحمل حماقاتي، لكل داء يكون الدواء .

استسلمت لأمر قلبي وتجرعت بيدي كأس العشق والهجر سواء، وارتميت في أحضان الصبر، وتشاجرت مع نفسى معاتبة إياها، إلى متى ترغبين البقاء ؟

انصرفت وفي يدى أحمل انكسار قلب وبكاء، وابتعدت لكن غير بعيد، وعيني تنظر للوراء فربما جاء، وتباطأت في الخطوات أتشبث على أمل قد مات، لكن لم يزل قلبي معلق هناك .

توقفت  وكأن قدمي ذهبت عنها الحياة، فهذه رائحته شممتها تعانق نسمات الهواء، فعلمت أنه يتحسس عطري وهو يحوم حولها، والأغصان تتمايل على كتفيه وكأنها ترشده إلى أين كان الاتجاه، وهو يحترق ويلتفت يتفقد جميع الأنحاء، ويضرب كفيه ينهر نفسه ويلوم حظه 

كيف له أن يضيع هذا اللقاء  ؟ 

وأنا من بعيد عيني تراه .

إرسال تعليق

أحدث أقدم