"حوارصحفي"

 في عالم مليء بالتحديات والفرص يصبح الحوار مع الشخصيات الملهمة أمرا ضروريا لفهم رؤاهم وتجاربهم وفي هذا اللقاء ،نلتقي بالشاعر حسن جلنبو


حدثني عن سيرتك الذاتية؟ 

حسن عطية جلنبو، أردني الجنسية، أحمل درجتي البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها واعمل بوظيفة محرر إعلامي في إحدى الجهات في أبوظبي.

الإصدارات:

كتاب بعنوان "ملامح التراث في الشعر الفلسطيني "معين بسيسو أنموذجا"، دار الكتاب الثقافي - الأردن 2019.

ديوان شعر "زهر حزيران" ،دار الآن، ناشرون وموزعون، الأردن، 2021.

ديوان شعر "وشهد شاهد من أهله"، دار يافا العلمية للنشر، 2021، بدعم من وزراة الثقافة الأردنية "الديوان الفائز بجائزة المرحوم حبيب الزيودي للشعر العربي لعام 2023".

ديوان "آنستُ شِعرًا"، الديوان الفائز بجائزة المرحوم عاطف الفرَاية 2022، التي تقيمها رابطة الكتاب الأردنيين، دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، الأردن.

ديوان شعر "أحلام جنوبية"، دائرة الثقافة – الشارقة 2023.

ديوان شعر ؟هوامش على دفتر الحرب"، "، دار يافا العلمية للنشر، الأردن، 2024.

عضو اتحاد أدباء وكتاب الإمارات.

عضو رابطة الكتَّاب الأردنيين.

عضو منتدى البيت العربي الثقافي – الأردن.

عضو دارة الشعراء – الأردن

 

كيف كانت بدايتك مع كتابة الشعر؟


 وما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟

كانت البدايات خلال المرحلة الجامعية الأولى، وقد كانت بدايات مقبولة بشهادة الكثيرين من أساتذتي في الجامعة وقتها، حيث بدات بكتابة الشعر العمودي، وبعد دراسة الشعر المعاصر، والاطلاع على شروط وقواعد شعر التفعيلة، بدأت المحاولة لكتابة قصائد التفعيلة، وكنت اعرضها اولا بأول على الأساتذة المتخصصين للاسترشاد برأيهم، وبعد التخرج بدأت أراسل الصحف المحلية في الأردن والنشر بشكل شبه أسبوعي خلال السنوات 1995-1997.

وبالطبع فلا يمكنني الجزم بالدافع لدخول هذا المجال، فلا دافع للشعر سوى الشعر نفسه، فهو اشتعال القريحة، واعتمال الفكرة في النفس والحاجة للتعبير عنها شعرا شأنه شأن كافة فنون الكتابة الأدبية.


من كان الداعم الأول لك في مشوارك الشعري؟

كان أبي معلما في المدارس الفلسطينية قبل 1948، وكان على اطلاع واسع بالشعر، ودائم القراءة والمطالعة، ويحفظ الكثير من الشعر القديم والحديث، وكانت مكتبة البيت تضم عددا كبيرا من الدواوين الشعرية التي بدأت الانتباه إليها في مرحلة مبكرة من طفولتي فقرأتها جميعها تقريبا قبل أن أنهي الدراس الثانوية.

على أنّ الداعم الحقيقي لاستثمار هذه الموهبة وتوجيه الشعر وجهته الصحيحة فقد كان ذلك بتشجيع ودعم استاذي في مرحلتي البكالورويس والماجستير وزوجته اللذين اطلعا على النصوص القديمة التي كنت أكتبها وأحتفظ بها دون نشرها، وشجعاني على بدء النشر وبفضلهما أخرجت الديوان الأول لي عام 2021.

 

متى أدركت أنك تمتلك موهبة الشعر؟

كما أسلفت سابقا، فقد كانت البدايات خلال المرحلة الجامعية الأولى، ثم تبلورت هذه الموهبة بفعل الدراسة والقراءة وتطوير الأدوات الشعرية والفنية، والإلمام باصول الشعر ومدارسه ومذاهبه على مدار تاريخ الأدب العربي.


كيف تؤثر البيئة المحيطة بك علي إبداعك ؟

لا شك أن للبيئة أثرا كبيرا في تعزيز الموهبة وتنميتها وتشجيعها، حيث أسهمت تنشئتي في بيت يهتم بالأدب والقراءة في تشكيل ملامح هذه الموهبة وتمهيد الطريق لها لتنمو ويكون لها وجهتها المميزة، كذلك الحال فقد كان للظروف التالية سبب كبير في تعزيز نزوعي تجاه الشعر والعودة للكتابة والنشر بعد سنوات طويلة كنت آليت فيها ان أكتفي بمراقبة المشهد الشعري العربي عموما.

 

من أين تستمد إلهامك في كتابة القصائد؟ هل هناك تجارب شخصية تؤثر على كتاباتك؟

حقيقة، أنا أترك للإرهاصات والمواقف الحياتية اليومية أن تحدد وُجهة القصيدة، فأتفاعل مع الموقف بموجب ذلك، سواء على صعيد الأحداث الاقليمية التي تعيشها المنطقة، أو على صعيد شخصي بدافع الغربة والشوق والحنين، حيث تتراوح قصائدي بين هذين الغرضين في الغالب، وذلك اكثر ما يعنيني أن يكون الشعر صورتي التي أظهر فيها للآخرين، ويكون مؤشرا دالّا على شخصيتي الشعرية، ذلك الأمر يدعوني إلى أن أنأى بنفسي عن كثير من مواضيع الشعر التي لا تجد لديّ هوىً وميولا، وبخاصة شعر المناسبات، فقد آثرت منذ البداية أن لا أكون سواي، وان لا أخوض مع الخائضين في الشعر، وان أحتفظ لنفسي بحق كتابة ما يعتمل في نفسي ويجد فيّ نزوعا تجاهه.


هل تعتقد أن الشعر قادر على التعبير عن قضايا اجتماعية وسياسية؟ كيف تتناول تلك الموضوعات في أشعارك؟

قيل قديما: الشعر ديوان العرب. لقد كان الشعر ومازال يشكل عنواناً يعبر عن هموم الأمة وقضاياها، ويبقى له هذا التأثير في المجتمع، وبنظري أن الشاعر الملتزم هو الشاعر الذي يكون حاضرا في شعره في كافة القضايا التي تشغل الأمة، وألا يضع نفسه بمعزل عن واقعه ومجتمعه، وفي ظل ما نشهده اليوم من أحداث ساخنة على الصعيدين السياسي والمجتمعي، فيتعين على الشعراء أن يسخروا أقلامهم للتعبير عما يحيق بالشعوب من مخاطر وتهديدات بسبب الحرب المشتعلة في المنطقة، وفي ذلك كنت قلت في قصيدة لي من ديواني "على هامش الحرب":

لا فرق في الحرب بين السيف والقلمِ  فاشحذ يراعك للهيجاء، واقتحمِ

واكشِف بحرفك ما أُوتيتَ سوأتَهم                      ثأرا وأجلِبْ عليهم كلّ مُنتقِمِ

وصُبّ شِعرَكَ نارًا تستثير به                            من لم يُقاوم ولم يغضبْ ولم يقُمِ

 

ما هو الموضوع الذي تفضل الكتابة عنه؟ ولماذا؟

ليس عندي موضوع معين أفضل الكتابة فيه، فالشعر عندي ترجمة للحال الشعورية والنفسية التي أعيشها، فانا غالبا أصدر في شعري من خلال الشعور بالغربة الذاتية والوجدانية إلى جانب غربة المكان، بحيث اكتسبت معظم قصائدي طابع الغربة والشوق والحنين للأماكن والأشخاص على حد سواء، ولكنني في الفترة الحالية أحاول أن اتجنب الكتابة عن الذات وألتفت إلى كتابة قصائد تواكب ما تمر به المنطقة من أحداث، ليست قصائد سياسية قدر ما يمكن اعتبارها قصائد تعاين الناس الذين يرزخون تحت نيران الحرب وويلاتها، وما آلت إليه أحوالهم.

 

هل تواجه صعوبات أثناء الكتابة؟ وكيف تتغلب عليها؟

تعودت منذ البدايات ألا أكتب إلا إذا اكتملت الفكرة في ذهني ونضجت تماما لتخرج جاهزة سواء كانت على هيئة القصيدة العمودية أم قصيدة التفعيلة، وحين أجدني غير راغب بالكابة فإنني لا أجبر نفسي على الشعر، واحاول أن اشغل نفسي تماما عنه لحين إلحالحه عليَّ، وشعوري بالرغبة بالكتابة.

 

هل هناك شعراء معاصرون تتابعهم أو تعتبرهم مصدر إلهام؟

هناك الكثير من الشعراء في الوقت الراهن يمثلون نقطة فاصلة في المشهد الشعري المعاصر، سواء في الأردن أو في الدول الأخرى، ولست بصدد أن أذكر اسم أحدهم لعلي أذكر بعضهم وأغفل عن بعضهم، لكنني في الحقيقة لا أحاول التمثل أو التاثر بأيّ من الشعراء المعاصرين أو السابقين، فأنا حريص على تشكيل شخصيتي الشعرية الخاصة بي، وتطوير أدواتها على نحو يجعلني مستقلا بصورتي الخاصة ومعجمي الشعري الذي استقي منه مادة قصائدي.

 

كيف كان تأثير الشعر على حياتك الشخصية والمهنية؟

حقيقة، فإن حياتي المهنية بعيدة تماما عن الشعر، وليس ثمة ما يربط بينهما، أما على الصعيد الشخصي فأنا ممن يميلون إلى أن لا يكون الطابع العام للتعامل معي ناشئا من كوني شاعرا وأحرص تماما على الفصل بين حياتي العامة وكوني أكتب الشعر، ولستُ أميل إلى أن يعرِّفني الناس للآخرين على أنني شاعر.

 

كيف تتفاعل مع ردود فعل القراء على قصائدك؟ هل تهتم بالنقد؟

إن تخصصي بالأدب العربي المعاصر جعل علاقتي بالنقد وثيقة بحيث أُخضع قصيدتي لميزان النقد قبل أن أنشرها، وأنا ممن يتسع صدرهم كثيرا لملاحظات الشعراء الآخرين، وأي مقترحات من شأنها تطوير القصيدة وتحسينها، فلست ممن يتحيز لرأيه ما دام هناك رؤية قد تخدم النص، وبخاصة قبل الطبع في ديوان، وثكيرا ما قمت بتعديل بعض اأبيات أو الكلمات بناء على ملاحظات الأصدقاء الذين أثق بذائقتهم الشعرية أو تمكنهم من أدوات النقد.

 

ما هي أهم إنجازاتك ؟وما هو الطموح الأكبر الذي تسعى لتحقيقه كشاعر؟

ليس ثمة إنجازات افضل للشاعر من رؤية قصائده مجتمعة في ديوان شعر يلاقي إعجاب القراء واهتمامهم، وبفضل الله تعالى فقد تمكنت حتى اليوم من إصدار خمسة دواوين، فاز منها اثنان بجوائز لها مكانتها في المشهد الأدبي في الأردن، وهنا ديوانان قيد الطبع أتمنى أن يريا النور قريبا إن شاء الله تعالى، أما بشأن الشق الثاني من السؤال، فكل ما قد يمثل بالنسبة إليّ طموحا هو أن أتمكن من أكون مختلفا في القصائد التي أكتبها بحيث تعكس شخصيتي المستقلة الخاصة بي، وألا أكون نسخة مكررة من سواي من الشعراء كما هو حال الكثيرين الذين نراهم في الفترة الحالية.

 

كيف ترى مستقبل الشعر العربي في ظل التغيرات الأدبية الحالية؟

لا شك أن الشعر بدا يستعيد رونقه خلال السنوات القلقلة الماضية قياسا بالقرن العشرين، ولعل هناك كثيرا من الإرهاصات التي أعادت للشعر حضوره، وعلى رأسها وجود كثير من الجهات الرسمية التي بدات تهتم بالشعر والشعراء وتقوم بطباعة نتاج الشعراء بناء على جودة النصوص، بالإضافة إلى وجود عدد غير قليل من المسابقات الشعرية التي تدعو الشعراء المعاصرين إلى تجويد نتاجهم للتنافس من أجل الفوز، وأرى أن الشعر يخطو في العصر الحالي خطوات واسعة نحو التميز ويسعر الى استراداد مكانته القديمة التي جعلته مفضلا لدى العرب على مدى العصور.

ماذا تنصح الشباب الذين يريدون الدخول إلى عالم الشعر؟

النصيحة التي أحرص على توجيهها للشباب دوما هو ألا يتعجلوا كتابة الشعر ونشره قبل التأكد من امتلاكهم الأدوات اللازمة، وأن يصنعوا لأنفسهم شخصية شعرية مستقلة بهم لئلا يكونوا نسخة من الآخرين، وأدعوهم كذلك إلى التأكد من الجانب اللغوي والنحوي في قصائدهم وعرضها على المتخصصين، وتقوية أنفسهم في اللغة والنحو   باعتبارهما ركنا اساسيا في جودة الشعر 

.

بشكر حضرتك جداً علي وقتك الثمين ونتمني لك مزيد من التقدم والنجاح وننتظر منك عملا خاص بك قريباً وستكون المجله دائما في دعم حضرتك 


بقلم/ سارة مشعل

إرسال تعليق

أحدث أقدم