حوار اليوْم مع أديبة من نوع آخر تمتلك بصمة خاصة في مجالات الأدب من روايات، شعر و لها فكر خاص مميز من خلاله يزداد رونق الأدب، و نحن الآن على صدد التعرف عليها بشكل أكبر.
من هي غادة ياسين الأحمد؟
غاده ياسين الأحمد، أربعينية العمر، روائية و قاصة و شاعرة سورية، كاتبة في البرمجة العصبية و شؤون الأسرة و الطفل، تعمل معلمة.
منذ متي وأنتي تكتبين الشعر؟
أكتب الشعر العمودي منذ أربع سنوات أما الكتابة بشكل عام منذ طفولتي، قمت بكتابة أول قصيدة حاولت تنظيمها علي موسيقي قصيدة.
ماذا يعني لكِ الشعر و الكتابة؟
الشعر متنفس و روح تحلق في ملكوت الخيال لتنسج منه واقعا أجمل، أما الكتابة هي انبعاث جديد للكاتب مع كل فكرة أو ملاحظة أو إسقاط من الممكن أن يؤثر علي مدركاته ليقوم بصياغة جديدة لواقع من الممكن تغييره نحو الأفضل بإمكانيات تلامس عقل و قلب القارئ معا.
كيف تطور أسلوبك في الكتابة؟
التطور كان نتيجة تعمق الفكرة و مسيرة حياتها لتصبح بوصلة يمكنها هداية الفكر للمضي قدما نحو أفكار جديدة تساعد علي تطور ذات الكاتب.
ما رأيك في الأدب العربي؟
الأدب العربي منهج و روح و كيان لأمة سادت في كل مفاصل حياة الريادة، هو روح التطور و النعيم النفسي و القيمي علي مر العصور لغة القرآن الذي احتوي كل إعجاز لغوي و تصوير إبداعي و سرد قصصي لا يمكن لأي أدب عالمي أن يعبر عن جزء بسيط من جمالياته.
هل يوجد قصور في الأدب العربي في الوقت الراهن؟
هو بين متناقضين جهود كبيرة و واعية لإحياء و إنعاش الأدب العربي و جهود عبثية تشوه اللغة مضمونا و تفاعلا.
كيف يتم استغلال الأدب بالشكل الصحيح لإفادة المجتمع من خلاله؟
هو توجيه حقيقي و استثمار المبدع في مكانه المناسب من خلال إمكانيات تساعد على إبراز دور المبدع و صقل موهبته بروح مسؤولة من قبل مؤسسات أو أفراد يهمهم أمر الأدب لأنه حضارة خالدة، إقامة منتديات تعني بالتثقيف من خلال مثقفين لهم رسالة جادة تعزز دور الأدب، أيضا سطوع المفكر القادر علي تنفيذ الواقع الأدبي و استخلاص الأفكار التي تسلط الضوء علي إيجابيات و سلبيات واقع الأدب و خاصة في عالم التواصل الافتراضي.
كيف يمكن إنشاء جيل واعي و أمة قارئة تحب القراءة التي هي أساس التقدم؟
عندما نتمكن من إعادة إعمار الفكر داخل بيوتنا و من خلال لبنته الأساسية ( الطفل و الطفلة)، هما ركيزة ثابتة يقوم عليها بنيان المجتمع.
هل الكتابة لها تأثير قوي يوازي تأثير الإعلام؟
هي خامة من خامات الإعلام و معظم الكتابات تتحول إلي مادة فنية بين ثنايا الإعلام، الدور الفعال هو في سياسة السلطة الإعلامية و أهدافها لأنها الصوت الأقوي و كلما كان الإعلام ناضج الرؤية كانت مختاراته من الكتابة ترتقي لدور تعزيز مضمونه و تأدية رسالته.
كيف يتم الارتقاء بالذوق العام للجمهور القارئ؟
عندما نكون بحالة نفسية و ذوقية قادرة علي استيعاب الذوق العام و إرادة تعمل بإدارة واعية بقوة احتواء تشمل الانتماء الإيجابي و الابتعاد عن نرجسية التذوق و إلغاء الآخر تحت مظلة القيم الأخلاقية.
هل كتابة الشعر بمثابة لحظة فاصلة بين الحقيقة و الخيال؟
هي استزادة من كل جميل و أيضا من كل مؤلم يمكن أن يلامس مساحة الشعور من خلال موقف نعيشه أو صورة نراها أو ذكري تمر.
ما هو دور المرأة في الحياة الأدبية؟
المرأة تربة الحياة بكل أبعادها و فيها تتكون جينات العطاء و منها تستقي المجتمعات عناوين الرخاء، و هي قامة في كل مقومات التواجد الإنساني و أداة مؤثرة في البناء إذا توافرت لها شروط و مقومات القوامة التي تعني بإيصالها إلي مرتبة الشرف من حيث التنشئة في بيئة صالحة لتصدير قامات مجتمعية و فكرية و أخلاقية.
و تكون أداة للهدم إذا كانت ضحية وجودها في بيئة ينقصها مقومات الحياة الصحيحة.
و الأدب مخزون فكري و مكتسب من ضمن عدة مكتسبات تلقتها الأنثي في مسيرة حياتها و بقدر القوة و الإيجابية التي انطبعت في صفحات مكتسباتها يكون الأثر الأكبر و الأجمل.
من أين يبدأ دور المرأة بشكل فعلي في الأدب؟
من خلال تربية أطفالها و تنمية الخيال و تعزيزه طرح مشاكل و مشاركة الطفل فيها، تنمية ذائقته الحسية و النفسية، التركيز علي تنمية حسية، بصرية، سمعية، لتتكون أرضية التذوق لدي الطفل ثم تركه ليختار ما يحب مع الإشراف و المتابعة.
دور المرأة في المدرسة كأم ثانية تشرف و تتابع و تلاحظ المواهب الأدبية أو الفنية و تخبر المختصين للعمل علي تنمية الإبداع.
ما الأسس الواجب اتباعها لكتابة الشعر بالشكل الصحيح؟
هذا سؤال تتباين فيه الإجابات بسبب اختلاف المورد الإبداعي، المجمع عليه في عالم الأدب أن تتوفر خامة إبداعية من عمق ذات المبدع و هي ( الموهبة، و الملكة الإبداعية، شفافية الإحساس)، التدريب و التعلم سواء بالاعتماد علي صفاء السمع من خلال موسيقي البحور أو دراسة مادة العروض، التذوق الفني و الجمالي لكل ما يحيط بالمبدع من أجمل عناوين الشخصية الرائدة.
أخبريني عن أعمالك الأدبية؟
منذ الصغر أكتب و أكثر شئ جذبني في الكتابة تهيئة عالم يليق بالطفولة العربية، فكتبت رواية صراع الوجود كعمل منسوج من الخيال كل اسقطاته تحاكي الواقع المعاش أبطالها فتيان و بقية الشخصيات عناصر من الطبيعة كنت علي تماس مع عقلية الطفل و اليافع في مغامرة بطريقة البرمجة العصبية تطرح مشكلات و حلول.
كتبت عن أطفال الحروب و المعاناة التي يعيشون فيها و ما يترتب علي نفسيتهم من أزمات و كنت في بحث تعايش معهم واقعا يوميا استطعت من خلال هذه المعايشة تخليص الكثير منهم من أزماتهم المعاشة و البحث عن زاوية إبداعية في شخصيتهم و العمل علي تنميتها و التأثير بمحبة للتخلص من بعض مشكلاتهم.
صدر لي ديوانا شعريا عموديا "مواعيد الشغف" فيه شغف المرأة في كل تفاصيل و مفاصل حياتها كوقفات إبداعية توضح تفاعلها مع كل ما يحيط بها بيتها، مجتمعها، دينها، مناجاتها.
ما هي خططك القادمة؟
أعتبر نفسي أحبو في ميادين الأدب و أتمني أن آخذ حصتي من شغف التعلم و خاصة إتقان مادة العروض لأن كتاباتي في معظمها تعتمد علي موسيقي البحور.
ما النصيحة التي تقومي بتقديمها للشباب؟
في الحقيقة كتبت لهم كثيرا و تعايشت مع مشكلاتهم في الواقع، هم الفئة التي سُرق منها الكثير هم نواة حقيقية للبناء و هم الطاقات المستهدفة يعملون علي تفريغها بالحروب و التقليد و الموت، شحن مدركاتهم بسوداوية ليتم القضاء علي أمل الأمة بإعادة إعمار كيانها الداعم لنهضتها.
أقول لهم: رغم كل المآسي أنتم الأمل و بكم تُمحي آثار الألم.
ما المقولة المفضلة لكِ؟
آية قرآنية و كل القرآن نور، قوله تعالي( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب).
و في نهاية الحوار أتقدم بخالص الشكر و التقدير للكاتبة غادة ياسين الأحمد و أتمني لها مزيد من النجاح و التوفيق فيما هو قادم.
حوار و إعداد/ أميرة الخضراوي.
اقرأ أيضا عبقرية الأجداد