كتب/ محمود إمام.
منذ زمن طويل كنا نستمع عن الابن البار بوالديه ولكن عندما نتوقف هنا قليلًا سنسأل عن المعنى الحقيقي لكلمة البار؟
وهو اسم من اسماء الله الحسنى ويأتي المعنى من الاسم وهو فاعل البر والإحسان إلى عباد الله في الدنيا والدين وإصلاح أحوالهم، وهو النبتة الصغيرة التي ترتوي بالمحبة والاحترام والتربية من الوالدين لحين ما تنمو و تظلل عليهم لحمايتهم من غدر الزمن، فعندما افتقدت أبي لم ينقطع بري بيه أو قل تفكيري فيه يوما أبدًا بل يزداد ويتجدد يوم بعد يوم و أحببته حبًا لو ما زال على قيد الحياة ما كان بقدر حبي له وهو غائب عني، فاشتقت لأب لن يرجع أبدًا ولن يأتي مثله أحدًا، لو ظللت أكتب في صفحات الدنيا رسالة إليك لا ولن توفيك ولا تستطيع أن توصف أو تعبر عن جزء بسيط من مشاعري وحبي تجاهك، انقطعت عني وفارقت الحياة وهذه ليست النهاية بل كانت البداية، بداية حبي واشتياقي و مسئوليتي أن أكون الأفضل حتى تفخر بي يوم ألقاك فأي نجاح حصلت عليه ينسب إليك قبل أن ينسب لي، ويظل حبل الدعاء هو الواصل بيني وبينك يا أبي إلى أن نلتقي، عليك رحمه ربي ومغفرته أسكنك الله الفردوس الأعلى وأثقل في موازينك وأضاء قبرك بنوره وعطره بمسكه.
لحظه سكون توقف عقلي و عجزي لساني عن تكمله ما بدأت أول ما تذكرت سيرتك يا أمي، كيف أتحدث؟ وما هذا الوصف الذي يبين ما فعلتيه و ما زلتي تفعليه؟ لقد تعبتي معي منذ قدومي إلي هذه الحياة و أحببتيني حب لم أجد له وصف حتي الأن و تحملتي تعبي كثيرا، أنسى ازاي أول أيامي في المدرسة وانتي جنبي ما بتسبنيش، أنسى ازاي سهرك جنبي وأنا تعبان ما فارقتنيش، أنسى ازاي حضنك اللي ضمني وكان راحتي من تعب الدنيا ومعاناة الحياة، أنسى ازاي فرحتك بى في كل نجاح بوصل ليه وكل شيء كويس بعمله، و بوجودك عمري ما حسيت أن حياتي ينقصها شيء كنتي و ما زلتي لى كل شيء في الحياة سندي وفرحتي و ضحكتي يقولون ان الجنه تحت أقدامك ولا يعلمون انكي الجنه نفسها، لو كان العمر يهدى لما بخلت عليكي به يا أمي وهذا أقل شيء فأن بحثت عن شيء ثمين أهديه لكي ما وجدت، قالو أن الذهب أغلي وجدتك أنتي أغلي؛ قالو أن القمر أجمل فعندما نظرت إلي وجهك أنعكس ضياء القمر علي وجهك؛ و احترت بوصف جمال عينيكي وصفاء قلبك وحبك الكبير، فإذا كانت الأبوه هي الأمان، فالأمومه هي الحنان، ربي أسعد قلبي أمي و أدمه نابضا و راضيًا عني، شفاكِ الله وبارك في عمرك.
اقرأ أيضا قوم عاد
