ظل الذات
كتبت/ نورهان الكُردي
"لا أعرف ماذا أفعل ، لا أستطيع فعلها"
أن تكون كسولًا بدنيًا أقل خطرًا من أن تكون كسولًا ذهنيًا، بل والخطر الحقيقي يكمن في التوقف عن التفكير، أو التوقف عن ميلاد أفكار جديدة، أو أن تصبح أفكارنا كلها تلقائية تقليدية، أو ربما مستنسخة من أفكار الآخرين بعيدة كل البعد عن التفكير بعمق والجهد المبذول؛ لإحداث التطور، فالكسل العقلي يصبح أشبه بالسلحفاة تطبق ما عليها فعله دون تفكير، أو تطور، ودون جدوى.
تعددت الأسباب، لكن الخطر واحد، فالكسل العقلي يتتبعه الكثير من العوامل المؤثرة على حياة الإنسان في عدم تحمله للمسئولية، فلم يعد يشعر الإنسان بأى تحفز للعقل؛ لتوليد الكثير من الأفكار، وعدم وجود تحمل المسئولية يؤدي إلى الإضطرار في التصرفات وفي ردود الفعل إلى أن ينتهي الأمر بالتشتت وعدم التركيز على الأمور أو التفكير.
وعند تراكم كل هذا يصاحبه الخوف من المحاولة الذي يجعلنا رغمًا عنا لا نتحدث عن الأشياء؛ خوفًا من أن ننكشف أمام الآخرين بعدم الفهم، فيتسرب داخلنا الشعور بالتعب، والإجهاد، وعدم القدرة على التفكير، وتتوهم أنفسنا بإراحة ذهننا وأجسادنا، ولن نعلم بأننا داخل خطر حقيقي.
علينا إعادة التفكير، ربما لا تكون كسولًا بالمعنى الحرفي، ربما تكون مماطلة لبعض الأمور وإعطاء الأشياء أسبابًا أكثر من حجمها الطبيعي، ربما يكون الأمر داخل ذهنك فقط وليس له أي صله بالواقع المعايش.
"ليس لدى أي طاقة، أنا مجرد شخص كسول"
جملة مكونة من بعض الكلمات التي تجعلنا نفقد هويتنا تحت وطأه الكسل مستسلمين له، في هذا الوقت عليك تذكر مقولة (أنتوني روبنز) " لا يمكنك التحكم في ما يحدث لك، لكن يمكنك التحكم في نظرتك لما يحدث لك، وهذا يجعلك تتحكم بالأحداث، بدلًا من أن تتحكم هي بك".
أصعب مهمة في البداية هي القيام بالخطوات الأولى للطريق، أو ربما لعدم وجود الهدف، لذا علينا اتباع خطة الدقيقتين، فإذا تطلب الأمر منك القيام بالمهام على الفور، فلا تأخذ الكثير من التفكير، بل قم بالفعل لتأدية المهام، ربما تنجح بالمهمة، فتكتسب المهارات ويزداد لديك الشغف والحماس مرة أخرى، وربما ستتعلم وتكتسب الخبرات من أجل القيام بخطوات أخرى، حاول إزاحة الفشل والكسل وكافه الأفكار السلبية جانبًا وقم بتأديه أولى خطواتك.
إقرأ أيضا القائد والقيادة
