على كونها تستحق المعرفة

 على كونها تستحق المعرفة!

على كونها تستحق المعرفة


كتبت:- نورهان الكُردي

"هل هناك خطأ حين تَميز الإنسان عن غيره من الحيوانات وأعطتنا الحياة منافع كثيرة لم تمنحها للحيوانات؟"

إدراك الأشياء أو الصفات أو المعاني سواء كان لها وجود موضوعي أو مجرد خيالات عالقة بالذهن فهي ستظل مجرد معرفة سطحية حتى يأتي العلم؛ ليتحد إداركنا بتطابق تلك الخيالات العالقة بالذهن مع الواقع المعايش للشيء ذاته، بمرور الوقت في حياة الإنسان تتراكم الكثير من الخبرات والمعارف بحياتنا إما بنشاطنا الذاتي مع البيئة المحيطة أو مجرد معرفة تمر على عقلنا البشري مرور الكرام. 

لكنني أجزم أن معرفة الإنسان لكافة الأشياء أو الصفات أو المعاني من حوله مع اتحادها للعلم والخبرات ما هي إلا طمأنينة ربانية تنمو داخل القلب ولا يحتمل وجودها أي نقيض، ألا وهي اليقين التام النابع من دانا والذي خلق معنا منذ أول صرخة لنا بهذه الحياة.

في الواقع تلك الأشياء أو الصفات أو المعاني المتطابقة للواقع والنابعة من داخلنا ليس لدينا أي دليلًا قاطعًا عليها؛ كي نجزم بها، لكننا ومع ذلك نجزم بأن لها وجود معنا على الرغم من أنها ليست ملموسة وهذا هو المعنى الأسمى والأشمل للإيمان الذي يحمل بباطنه اليقين التام. مثلما أجزمت من قبل على وجود اليقين والإيمان بداخلنا أجزم أيضًا بأن هناك مجالًا للشك بحياتنا، فنحن طبيعة بشرية ولسنا بملائكة، يأتي الشك، يتأرجح العقل بين ذلك وذلك لتتساوى فيه جميع الاحتمالات نحو شكوكنا بين المعرفة واليقين.

الشك في حياة الإنسان ما هو إلا طعنة نافذة تهدم جدران المعرفة والعلم واليقين، ثم يجعل أساس الأشياء من حولنا مجرد بديهيات، مجرد اختلاف الآراء أو الاتفاق على رأى واحد، فالشك له مكانه داخل حياة الإنسان مثلما يأتي ليهدم فهو أيضًا يثبت ويبرهن على صحة المعرفة والعلم واليقين وحينها يُدرك الإنسان أن الشك مجرد أوهام للعقل الباطن كان لابد منها.

أوقن جيدًا بأن الشك في كل شيء يأتي من اليقين التام في كل شيء، فالحياة بكل معارفها وعلومها ويقينها متقلبة ومتغيرة ليست ثابتة، لكن الإنسان كلما اكتسب قدر أكبر من الحياة بخبراتها فهذا برهان على صحة يقينه بعلمه للمعرفة من حوله، مثل الحيوان يمتلك بداخله غريزة للمعرفة، فالإنسان يمتلك العقل والوجدان والبصيرة التي تميزه.

إقرأ أيضًا الإكتئاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم