ألف قناع لوجه واحد

 «ألف قناع لوجه واحد» 

"تساقط الأزهار لها موعدها لكن تساقط الأقنعة الزائفة من حولك ليس لها موعد فاحذر من مواسم تساقط الأقنعة"

ألف قناع لوجه واحد




انهمرت تلك الأقنعة الزائفة وحان وقت تدهورها قد تماسكت كثيرًا بالفترات الأخيرة، وأصبح الآن على الوجوه أن تكشف ما في جوفها عن مظهرها الكاذب، أو ربما الخادع، تتجرد الأقنعة، نذهل من تلك الحقيقة القابعة أمام أعيننا، أصبحت أرواحنا كالفتات من كثرة الصدمة، نجول بأنظارنا بالوجوه من حولنا، هناك نظرة اطمئنان، أو ربما نظرة امتنان، ثم تنشرخ أمامنا تلك الوجوه وتتكسر لتكشف عن قناعها الحقيقي.

ندور حول أنفسنا، أو ربما ندور حول تلك الصور التي صنعتها عقولنا، حفرت بداخلنا الذكريات، رسمت بدواخلنا منحوتات لُونت بشتىٰ الألوان، الآن نتأملها بإمعانٍ شديد، قد أصبحت الألوان باهتة اهتز كياننا بالﭢسىٰ القابع، تلك الوجوه التي ترتسم تلك الابتسامات البراقة بإتقان وخلفها ألف قناع يسحب روحك وراء تياراته الزائفة، 

نقف اليوم أمام الآلاف من اللوحات الخيالية التى تجمع اللون الأسود بخطوطه البارزة والغليظة، لا تلوم ذاتك على ذلك الخداع والانجراف لولا نوايانا الحسنة لما كانت أنفسنا قد صدقت تلك الزيف، تعثر خطواتك داخل الحياة هي دليلك الأوحد عن ذلك الوجه الذي نثر أمامك لحظات من الابتهاج، وبلحظات انطافئك تخطى ذلك الابتهاج المزخرف بالزيف و الخداع، استرق السمع لوقع خطوات أقدامك وهى تحاول السير بين الدروب الوعرة بعد أن أصبح حلمك المقدس الذي انتظرته طويلًا وظننت أنه يقترب منك كثيرًا؛ بل هناك مَن يخدعك ببناء قصورًا مُزيفة قد سقطت الآن على رأسك، الحياة مليئة بالكثير من اللحظات الحلوة والمرة، وبالحالتين أنت من يحدد وضع الأشخاص بهذه اللحظات، لكن تذكر دومًا أن تلك الحياة ما هي إلا دائرة كبيرة من دوائر الزمن، اليوم لك وغدًا لآخر وكلًا سيتذوق من تلك اللحظات بطعمها اللاذع، أو مذاقها الحُلو.

كتبته/ نورهان الكُردي

إقرأ أيضا التوقيت الصيفي

أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

إرسال تعليق

أحدث أقدم