هل من عودة
أقف الآن على سطح منزلي بائسا وقانطا من كل شيء في تلك الحياة المملة، انظر إلى قدمي وأريد أن أقفز من الطابق الثالث منتحرا، أريد الانتحار الآن والهرب من مستقبلي البشع الذي ينتظرني، لكن لم أقو على فعل ذلك فهناك همس بسيط بداخلي يمنعني، تراجعت من تلك الفكرة المجنونة، ولكن ما زال قلبي محطما.
نصفي شيطان ونصفا الآخر ملاك يتشاجران في قبو بحجم الجسد كل منهما يريد أن يستأثر بقيادة الميت، هذا الميت هو أنا... ابحث عن نفسي التائهة منذ ما يقارب الشهران، روحيا معلقة، جسدي أشبه بجسد الإنسان العاجز الذي لا يقوى على الحركة، تبا لتلك الحياة التي لا أستطيع أن أملك بها إرادتي، أنا مثل العبد الذي الذي لا يستطيع أن ينال حريته، عقلي مقيد ومشوش لا أستطيع التفكير أريد أن أفكر واخرج من تلك المحنة يا نفس أفق عفو الله الحياة لا تتوقف على أحد، الوقت يمر وما زال الشيطان والملاك يتشاجران لقيادة الميت، الوقت يمر أكثر فأكثر، هل ساترك زمام الأمور؟ ام سأنهض؟ هل استطيع المواجهة والعودة للحياة، الوقت مازال يمر وما زالت تلك الأسئلة دون اجوبة، لا توجد أي دلائل على النهوض، أي علامة للاستيقاظ، لكنى اعلم اني سأنتصر وسأعود لمواجهة الحياة من جديد، لا أعلم متى ولكن ربما غد او بعد غد.
بعد ما يقارب الشهرين من تلك المحنة المأساوية، بعد الانهيار والضياع، قررت أن أقوم بفتح نافذتي بعض الشيء، لكي أرى ما حدث في الشهرين الماضيين هل توقف العالم حدادا على؟ أم لم يلاحظ أحد غيابي، هنا كانت الصدمة التي سوف تغير كل شيء، صدمة أشبه بالسيل الجارف الذي يدمر كل شيء ولكن هناك بعد السيل حياة أفضل، هذا السيل أزال كل شيء أزال نفسي التالفة محا كل شيء شيء ، وجدت أنني فقط الخاسر من تلك المعركة وفي تلك اللحظة استطاع الملاك هزيمة الشيطان وتحكم في زمام أمور جسدي انتهت المعركة بهزيمة لشخصين لا ثالث لهم، خسارة نفسي القديمة وخسارة لشيطان جسدي، لن أسمح لهم بالعودة مرة أخرى، سوف أغلق الباب بإحكام ولن أسمح لهم بالعودة، سوف أمضي بروحي المعلقة سابقا العائدة حاليا، بعقلي المشوش وأفكر، بجسدي العاجز وأتحرك للأمام، سوف انال حريتي احطم قيد عبوديتي التي وصفت نفسي فيها... فيا مرحبا بروحي الجديدة
ها أنا عمر كان حلمي دخول كلية الطب وأساعد المرضى، ولكن تأكدت أن الله لاختار إلا الخير فالله كريم العطاء، أيقنت أن هذا مكاني الذي استحقه الذي سوف أنجح فيه، استيقظت بعد شهرين لكي أحتسي قهوتي في شرفة غرفتي وأنا أشاهد شروق الشمس، آه لجمال هذا المشهد، الويل لنفسي التي تركت الحياة وجمالها وهذا المشهد الجميل، وما السبب؟ أنني لم ألتحق بكلية الطب حقا الويل لنفسي
تجهزت بلباس جميل وهبطت إلى الدور السفلى من منزلي لكي أجد أمي تحضرا طعام الإفطار نظرت إلى قائلة هل ستذهب الى الجامعة اليوم؟ حقا سوف تذهب؟
- نعم سوف اذهب يا امي
- مرحبا بك يا بني من جديد
- لا تقلقي على مره اخرى لقد ايقنت انني انا الخاسر وسوف اذهب لكى انجح واحقق حلمي
- وفقك الله يا بني ورعاك وثبت خطاك وحفظك من كل شر
قمت بالتوجه اليها مقبلا يديها طالبا منها ان لا تكف عن الدعاء لي
ذهبت الي جامعتي بالقاهرة، نعم القاهرة، فأنا ملتحق بكلية التجارة، اه على جمال القاهرة وجمال شوارعها، نعم هي قاهرة الاعداد جميلة الشوارع والازقة لقد دخلت قلبي.
تعرفت في الجامعة في هذا اليوم على صديق، لن أقوم بتسميته صديق سوف أسميه أخي، أنه أفضل شيء حدث لي في هذا العالم، حكيت له قصتي كاملة وهو أيضا حكي قصته، لا أستطيع حقا التصديق قصتي وقصته متشابهتان تماما
حمزة سوف نكون أصدقاء نفى بالوعود، هل تتعهد بهذا يا صديقي؟
لا تقلق يا عمر كل شيء سوف يكون على ما يرام
سوف نحقق أحلامنا سويا نساعد بعضا البعض على ذلك
بالتأكيد يا عمر
ثم افترقنا... هل حقا سوف يبتسم الحظ من جديد، حمزة سوف يكون رفيق الدرب، صديق المستقبل تعاهدنا أن نحقق أحلامنا سويا مهم كلف الأمر هذا عهد صديقين إلى آخر العمر.
كلية تجارة أرى أن هذا هو مكاني الأنسب، بعد أول يوم لي في تلك الكلية رأيت مستقبلي معهم، تعاهدت مع نفسي أن افعل ما يتوجب علي وأحصل على مراكز متقدمة، وبالفعل بعد مرور أولأقف الآن على سطح منزلي بائسا وقانطا من كل شيء في تلك الحياة المملة، انظر إلى قدمي وأريد أن أقفز من الطابق الثالث منتحرا، أريد الانتحار الآن والهرب من مستقبلي البشع الذي ينتظرني، لكن لم أقو على فعل ذلك فهناك همس بسيط بداخلي يمنعني، تراجعت من تلك الفكرة المجنونة، ولكن ما زال قلبي محطما.
نصفي شيطان ونصفا الآخر ملاك يتشاجران في قبو بحجم الجسد كل منهما يريد أن يستأثر بقيادة الميت، هذا الميت هو أنا... ابحث عن نفسي التائهة منذ ما يقارب الشهران، روحيا معلقة، جسدي أشبه بجسد الإنسان العاجز الذي لا يقوى على الحركة، تبا لتلك الحياة التي لا أستطيع أن أملك بها إرادتي، أنا مثل العبد الذي الذي لا يستطيع أن ينال حريته، عقلي مقيد ومشوش لا أستطيع التفكير أريد أن أفكر واخرج من تلك المحنة يا نفس أفق عفو الله الحياة لا تتوقف على أحد، الوقت يمر وما زال الشيطان والملاك يتشاجران لقيادة الميت، الوقت يمر أكثر فأكثر، هل ساترك زمام الأمور؟ ام سأنهض؟ هل استطيع المواجهة والعودة للحياة، الوقت مازال يمر وما زالت تلك الأسئلة دون اجوبة، لا توجد أي دلائل على النهوض، أي علامة للاستيقاظ، لكنى اعلم اني سأنتصر وسأعود لمواجهة الحياة من جديد، لا أعلم متى ولكن ربما غد او بعد غد.
بعد ما يقارب الشهرين من تلك المحنة المأساوية، بعد الانهيار والضياع، قررت أن أقوم بفتح نافذتي بعض الشيء، لكي أرى ما حدث في الشهرين الماضيين هل توقف العالم حدادا على؟ أم لم يلاحظ أحد غيابي، هنا كانت الصدمة التي سوف تغير كل شيء، صدمة أشبه بالسيل الجارف الذي يدمر كل شيء ولكن هناك بعد السيل حياة أفضل، هذا السيل أزال كل شيء أزال نفسي التالفة محا كل شيء شيء ، وجدت أنني فقط الخاسر من تلك المعركة وفي تلك اللحظة استطاع الملاك هزيمة الشيطان وتحكم في زمام أمور جسدي انتهت المعركة بهزيمة لشخصين لا ثالث لهم، خسارة نفسي القديمة وخسارة لشيطان جسدي، لن أسمح لهم بالعودة مرة أخرى، سوف أغلق الباب بإحكام ولن أسمح لهم بالعودة، سوف أمضي بروحي المعلقة سابقا العائدة حاليا، بعقلي المشوش وأفكر، بجسدي العاجز وأتحرك للأمام، سوف انال حريتي احطم قيد عبوديتي التي وصفت نفسي فيها... فيا مرحبا بروحي الجديدة
ها أنا عمر كان حلمي دخول كلية الطب وأساعد المرضى، ولكن تأكدت أن الله لاختار إلا الخير فالله كريم العطاء، أيقنت أن هذا مكاني الذي استحقه الذي سوف أنجح فيه، استيقظت بعد شهرين لكي أحتسي قهوتي في شرفة غرفتي وأنا أشاهد شروق الشمس، آه لجمال هذا المشهد، الويل لنفسي التي تركت الحياة وجمالها وهذا المشهد الجميل، وما السبب؟ أنني لم ألتحق بكلية الطب حقا الويل لنفسي
تجهزت بلباس جميل وهبطت إلى الدور السفلى من منزلي لكي أجد أمي تحضرا طعام الإفطار نظرت إلى قائلة هل ستذهب الى الجامعة اليوم؟ حقا سوف تذهب؟
- نعم سوف اذهب يا امي
- مرحبا بك يا بني من جديد
- لا تقلقي على مره اخرى لقد ايقنت انني انا الخاسر وسوف اذهب لكى انجح واحقق حلمي
- وفقك الله يا بني ورعاك وثبت خطاك وحفظك من كل شر
قمت بالتوجه اليها مقبلا يديها طالبا منها ان لا تكف عن الدعاء لي
ذهبت الي جامعتي بالقاهرة، نعم القاهرة، فأنا ملتحق بكلية التجارة، اه على جمال القاهرة وجمال شوارعها، نعم هي قاهرة الاعداد جميلة الشوارع والازقة لقد دخلت قلبي.
تعرفت في الجامعة في هذا اليوم على صديق، لن أقوم بتسميته صديق سوف أسميه أخي، أنه أفضل شيء حدث لي في هذا العالم، حكيت له قصتي كاملة وهو أيضا حكي قصته، لا أستطيع حقا التصديق قصتي وقصته متشابهتان تماما
حمزة سوف نكون أصدقاء نفى بالوعود، هل تتعهد بهذا يا صديقي؟
لا تقلق يا عمر كل شيء سوف يكون على ما يرام
سوف نحقق أحلامنا سويا نساعد بعضا البعض على ذلك
بالتأكيد يا عمر
ثم افترقنا... هل حقا سوف يبتسم الحظ من جديد، حمزة سوف يكون رفيق الدرب، صديق المستقبل تعاهدنا أن نحقق أحلامنا سويا مهم كلف الأمر هذا عهد صديقين إلى آخر العمر.
كلية تجارة أرى أن هذا هو مكاني الأنسب، بعد أول يوم لي في تلك الكلية رأيت مستقبلي معهم، تعاهدت مع نفسي أن افعل ما يتوجب علي وأحصل على مراكز متقدمة، وبالفعل بعد مرور أول عام لي بالكلية حصلت على المركز الثاني على دفعتي مما أشعل بداخلي روح الحماسة وحب تلك الكلية، أرى الآن مستقبلي مشرق ينادي من بعيد، سوف البي ذلك النداء، أرى الآن الحياة عصيت عنها لفترة من الزمن، أرى الآن صديقي حمزة وحبنا لبعض، أرى أن كل شيء سوف يكون على ما يرام
وبعد مرور أربعة أعوام، ها أنا الان عمر الثاني على الكلية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ومع ظهور اسمى في الذين تم قبولهم للتعيين بكلية التجارة علمت انها سوف تكون نقطة فاصلة مغيرة لكل شيء في حياتي، نجحت في رحلة التعليم، وبعد عدة اسابيع تم قبولي محاسبا في بنك مصر، راتبي الان يتخطى الخمسون الف جنيه، ها انا استثمر اموالي واجني مئات الالاف من الجنيهات الحلم يصبح حقيقة حقا لا اصدق ما حدث، كل هذا يحدث برفقة صديقي حمزة...
بعد جمعي لمبلغ عشرون مليون جنيه أنا وصديقي حمزة، قمنا بالتجهيز لتحقيق الحلم سوف نفتح المستشفى الخاص بنا سوف نعالج الفقراء، وبالفعل قمنا بافتتاح المستشفى بافتتاح ضخم، حضره وزير الصحة والإسكان، أي نجاح هذا؟!!
وبعد مرور سبعة أعوام وشهرين توجهت إلى أمي قائلا:- ألا تتذكرين ما فعلته عندما فشلت في الثانوية العامة؟
اذكر يا بني جيدا لقد ظننت انك ضعت مني للا بد
يا أمي لقد أيقنت أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير
يا بني أن النفس أمارة بالسوء والشيطان عدو الإنسان ولقد كان مسيطر على عقلك في تلك الفترة، وجعلك تنسي أن لك رب كريم
أمي أن متردد بعض الشيء بعد نجاحي في الاستثمار وفي إدارة مشافي الجديد أريد ان اتوسع واساعد الفقراء خارج حدود دولتي اريد التوجه الي الصومال واساعد الناس هناك وانا وحمزة سوف نتشارك سويا، ما رايك؟!
افعل ما يمليه عليه قلبك يا بني
تلك الفكرة لم تزال عن راسي لمدة سنة واربعة شهور ....
أجهز لها أنا وحمزة، وبالفعل بعد مرور سنة بدأنا بالتحرك إلى الصومال وإعداد كل شيء وقمنا بالسفر، ورأينا مشاهد مأساوية أموات في جسد أحياء لا يوجد لديهم أي أمل للعيش، ولكننا سنغير هذا كله ولو بشيء بسيط، قمنا بفتح باب التطوع وبالفعل تطوع العديد من الأشخاص، نجحنا في تغير حياة الآلاف من هؤلاء وبعد مرور أربعة أعوام من وجودنا في دولة الصومال، أردنا أن نرجع إلى مصر لكي نخطط لأمر آخر ومساعدة جديدة وبينما نحن نستعد للهبوط إلى مصر، جاءني خبر اجتياز ثروتي الاثنين مليار دولار مما بعث في روحي اجتياح أفريقيا بعمل الخير، وبعد عودتنا إلى مصر قمت بالتوجه الى البيت وجلست مع اسرتي طوال الليل نمرح ونمزح، بعدها قمت بالتوجه الي غرفتي وبينما انا افتح باب غرفتي تذكرت كل شيء حدث لي في تلك الغرفة وانا اضحك علي غبائي، وبينما انا استرجع ما مضي، اذا بتذكري ما حدث على سطح منزلي...
قمت بالتوجه مباشرة إلى سطح منزلي ووقفت في نفس المكان ولكني في المرة الأولى كنت أنظر على قدمي وفي تلك المرة انظر إلى السماء، أحلامي تعانق السماء أريد أن أصعد بأحلامي إلى القمر في تلك اللحظة ناديت باعلي صوتي أعلنت بداية جديدة للنجاح والرضا بقضاء الله، لقد أثبتت لي الأيام أنني ما ظننته قلاعا من صخور هي حصون من ورق، فريق منا تصرعه الضربة الأولى، وآخرون تخلق منهم الضربة الأولى أبطالا ، وهذا ما حدث معي بالفعل.
كتبها/ عبد الرحمن البانوبي
إقرأ أيضا مسرحية العالم الأخر بتياترو