حضارة اليونان

اليوم  مقالنا عن أهم حضارة من الحضارات القديمة ألا وهي حضارة اليونان وسوف يتناول هذا المقال موقع ونشأة اليونان وحضارتها.

حضارة اليونان


نشأة الحضارة اليونانية 

تعد اليونان مهد الحضارة الغربية وكان لموقعها الجغرافي المميز أثر في قارات العالم الثلاثة وهما آسيا وأفريقيا وأوروبا، ولليونان أيضًا تاريخ إنساني عريق يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كما تعد أيضًا الأقدم في القارة الأوروبية، حيث إنها بدأت منذ  

الألف الثالث قبل الميلاد في جزيرة كريت ويُطلق عليها اسم الحضارة المينويّة، وكانت الحضارة اليونانية قوية حتى القرن الخامس قبل الميلاد، منذ نهاية القرن السادس قبل الميلاد بدأت الحضارة اليونانية بالتقدّم بشكل كبير في المستويات كافّة بالرغم من خوضها الكثير من الحروب الداخلية بين مناطق مقدونيا.


جغرافيا الحضارة اليونانية

 امتدت حضارة اليونان جغرافيًا داخل اليونان والجزر في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه، وتوسعت؛ لكي تشمل شواطئ جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وشرقًا وصولًا إلى مصر الداخلية وجنوب سورية في فلسطين والأردن، ومن ثم وصل الإسكندر المقدوني إلى الحلم الذي كان يسعى إليه، وهو دخوله إلى بلاد الرافدين ومدينة السومريين والبابليين، وعُدّت بابل أرقى مدن ذلك الزمن ومنها تمّت السيطرة على أغلب بلاد الرافدين وسوريا الطبيعية والتي تشمل الجزيرة الفراتية وجنوب تركيا الحالي وأجزاء من أرمينيا حضاريًّا، وقد وصلت اليونان إلى اليمن وبحر العرب والهند ووادي السند وبلاد فارس وما حولها. 


نظام الحكم في اليونان قديما 

كان النظام السائد في اليونان القديم نظام  دويلات المدن على الحياة السياسيّة والاجتماعية، فقد كانت جغرافيا اليونان الصعبة بالنظر إلى كثرة الجبال والوديان والجزر البحرية عاملًا مهمًّا في تطوّر هذا النظام السياسي، بالإضافة إلى تعدّد أصول القبائل والجماعات البشرية في اليونان، يتميّز هذا النظام باستقلال المدن بشكل تام أو تبعيتها لمدن أكبر وأقوى منها، مثل أثينا وإسبارطة، وقد أثر هذا النظام على قوة اليونان في أوقات الحرب، في إشارة إلى الاحتلال الفارسي لليونان، بالرغم من هزيمته في النهاية إلّا أنّ عدد المدن التي تحالفت ضد الفرس كان أقل من المدن التي بقيت على الحياد أو وقفت مع الفرس.


طبقات مجتمع اليونان قديمًا 

 تشكل مجتمع اليونان من طبقات متعددة شملت السادة والعبيد، طبقة السادة قسمت إلى أكثر من طبقة بين فلاحين وملاك أراضي وضباط ورجال دولة ونبلاء، أمّا طبقة العبيد فقسّمت بحسب وظيفة الفرد عند سيده أو بحسب المدينة التي ينتمي إليها، فقد كان المجتمع اليوناني ذا طابع زراعيّ وتجاريّ في الغالب، مع وجود الحرفيّين المثقفين والموسيقيّين والممثلين وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة، عمومًا كانت الحضارة اليونانية منسجمة مع بعضها البعض بالرغم من وجود الفاصل السياسي والاقتصادي بين مدنها الكثيرة غربًا وشرقًا.


الزراعة في الحضارة اليونانية 

 قامت الحضارة اليونانية على الأراضي الخصبة نوعًا ما، فانتشرت زراعة الحبوب بأنواعها والزيتون والبرتقال وغيرها من الحمضيّات، ولكن بقيت الحبوب -تحديدًا القمح- الأساسَ الغذائي في اليونان، وقد نظمت سلطات المدن توزيع المحاصيل والأجور للمزارعين والعمّال، وكانت تجارة المواد الغذائية من اليونان إلى مصر وبلاد الشام سببًا في تقدّم هذه الحضارة وتراكم رأس المال في المدن اليونانية، وقد كان محصول العنب أساسيًّا في اليونان؛ لصناعة النبيذ وتجارته الخارجية وبين المدن في الداخل اليوناني الكبير، وخلال  القرن السادس قبل الميلاد وصلت أجور العمال والمزارعين إلى 12 كيلو من القمح، وهي أجرة ضخمة مقارنة بأجور العمال في مصر وروما في ذلك الوقت، والتي لم تصل سوى إلى 3.5 كيلو قمح فقط، ولكن نشأة الحركة التجارية الدولية في البحر الأبيض المتوسط  أعطت للتجارة اليونانية القديمة طابعًا عالميًا، فقد كان تجار اليونان والفينيقيين والكنعانيين وقد كانوا من أمهر التجار في العالم القديم وسيطروا على التجارة البحرية في مناطق المتوسط وبحر إيجه، وقد ارتكزت تجارة  اليونانيّين على المواد الغذائيّة والجلديات والأواني الفخارية الثمينة، كما كان زيت الزيتون اليوناني وبذور الزيتون وغيرها من المنتجات الغذائية المختلفة، كما كانت المعادن التي تجلب من مصر وجنوب سوريا وبلاد فارس إلى جانب المنسوجات الشرقية المختلفة أحد المواد المستوردة إلى اليونان وجنوب أوروبا، خصوصًا خلال القرن الخامس قبل الميلاد وما تلاه من قرون.


سقوط حضارة اليونان 

هذه السيطرة الحضارية أسهم فيها سقوط أغلب الإمبراطوريات في الشرق من بابل إلى ممفيس وطيبة، وقد بقيت المنافسة على المستوى السياسي بين اليونان وبلاد فارس فقط، إلى حين وصول الرومان خلال القرن الأول قبل الميلاد، وقد استطاع الفرس تدمير الكثير من المدن اليونانية وأهمها مدينة أثينا وقد  تم سقوط اليونان تحت الاحتلال الروماني عام  146 ق.م.وقد تم نقل مركز الحضارة الغربي من أثينا إلى روما.


المصادر والمراجع 

إدأرابيا 

الموسوعة / اليونان

سطور/ معلومات عن الحضارة اليونانية

كتبتها/ مي أحمد

إقرأ أيضا فرقة مسرح الفنون

أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

إرسال تعليق

أحدث أقدم