الموسيقى غذاء الروح؛ لكنها موهبة تندمج بالدراسة، فتمنحنا قامات فنية، اليوم في حوار مع الملحن ناصر السيد نتعرف أكثر على هذا المعنى.
عبدالناصر أحمد سيد
خريج كلية تربية رياضية عام ١٩٨٧م، تخصص ألعاب قوى
و بدايتي مع الموسيقي من الصغر بالمدرسة الابتدائية في السكن العائلي لبيت سيد علي جدي صاحب مكتب مقاولات وتاجر بروض الفرج
وكان بالمنزل بيانو والأب يعزف وكان مهندس كهرباء، وبدأت بالعزف السماعي بدون معلم وفي المدرسة بدأ الاهتمام بي من مدرسين الموسيقى في جميع المراحل حتى الجامعة، ثم اعتمدت بنقابة المهن الموسيقية في الثمانينات وبعد تخرجي وكان اعتمادي باتحاد الفنانين العرب وإلخ..
الملحن عبد الناصر، هل يمكن أن نعرف عنه أكثر؟
في الثمانينات اعتمدت ملحن باتحاد الفنانين العرب وكان لي أعمال لكبار المطربين المعتمدين نقابة وإذاعة وتليفزيون ذلك الوقت واسم الشهرة ناصر السيد وفي بداية التسعينات لدي العديد من الموسيقى التصويرية لمسرحيات وبرامج إذاعية قُدمت على مسرح الدولة مثل امرأة السوق، مسرح السلام وكرنفال الشحاتين، مسرح الطليعة وسيد درويش بالإسكندرية والعديد من الأغاني لأول فرقة استعراضية للأطفال "لاكي لوك" وألحاني وصلت بعروض على مستوى الشرق الأوسط بدول الخليج وبالولايات المتحدة الأمريكية الجالية المصرية، ومع بداية سنة ألفين إلى اليوم صاحب شركة ايفينت وتعاملت في تنظيم العديد من الحفلات والمؤتمرات والمباريات والمسابقات الفنية بجمهورية مصر العربية.
كيف كانت بداية رحلتك بعالم الموسيقى؟
كانت البداية بمعهد الموسيقى العربية بالإسعاف وبرعاية الأستاذة رتيبة الحفني وكانت شهادة كبار الملحنين الملحن الكبير محمود الشريف والملحن عمار الشريعي أثناء لقائي بهم هي الحافز على مواصلة العمل بدراسات خاصة لأساتذة في الموسيقى، الدكتور علاء فتحي.
كيف تغير تعاملك مع الموسيقى ما بين الموهبة والدراسة؟
لاشك أن الموسيقى كانت تُلازمني في الدراسة في الكلية، كنت بالمسابقات الفنية وكانت ألحاني تأخذ مراكز وتشجيع من الجامعة.
كيف تغير الوضع بعد أن التحقت بمعهد الموسيقى العربية؟
لم أكمل لظروف خاصة بالدراسة الأكاديمية، ولكن بالنت واصلت بالتعرف على التعلم للنوتة التوزيع الموسيقي والصولفيج، ولاشك أن ما تعلمته في الصغر كان البدايات الصحيحة، اشتركت مع فريق كورال الإذاعة والتليفزيون وفريق الأطفال وأغاني كانت تُقدم بالتليفزيون الموسيقى العربية، تُقدمنا وتشرف علينا الأستاذة رتيبة الحفني.
كيف يمكن أن تصف فترة التعامل مع الأستاذة رتيبة الحنفي؟
كانت أيام الطفولة الجميلة وكانت الدكتورة رتيبة الحفني أم لنا وكانت مجموعة كبيرة من الأطفال تحت قيادة تقوم بتعلمنا وترشدنا وتنمي موهبتنا.
كيف أصبحت ملحن؟
الموهبة ممكن تأتي نتيجة تجارب ومحاولات للملحن وبتكون الدراسة مكملة للموهبة وأنا شخصيًّا كنت من صغري بكتب كلمات وأقوم بعمل لحن موسيقي لها.
ما أول عمل قمت بتلحينه؟
مشروع تخرج الطالبة نشوى صلاح الدين بالمعهد العالي السينما قسم كاركتير، موسيقى تصويرية لفيلم كاريكاتير باسم الحذاء الباكي بتقدير امتياز.
كيف اختلف هذا العمل عن ما الاهلي وتلحين الأعمال الغنائية؟
الفن ليس له حدود ولا تستطيع أن تقف أمامه، الموهبة تولد وتكبر مع تقدم العمر، الكاتب والرسام وكل فنان في الرياضة، فلاعب كرة القدم الموهوب فنان يُمتعنا أثناء أداؤه المتميز، وكما قلت من قبل أن كثرة التجربة الوصول لأفضل أداء هو السبيل لكل موهوب لتقديم موهبته؛ لينال الإعجاب والتشجيع والتقدير من الجميع.
ما أكثر تجربة وعمل فني أثر بكَ؟
أغنية أطيب قلب للفنان أحمد عبد اللَّه محمود.
هل تذكر كواليس هذا العمل؟
أكيد، فترة صعبة من حياة الفنان الراحل عبد اللَّه محمود والمشهور بأدواره مع كبار الفنانين وأفلام رُشحت من أفضل ١٠٠ فيلم بتاريخ السينما، فيلم المواطن مصري مع عمر الشريف وعزت العلايلي وفيلم شمس الزناتي مع عادل إمام ومحمود حميدة وسوسن بدر وأفلام عديدة مع أحمد زكي وفريد شوقي وإلخ، إلخ، وكانت أغنية التمني بشفاؤه من مرض السرطان بعد إجراء أول عملية من ألحان أخي الملحن محمد السيد وتوزيعي وأُذيعت على قنوات روتانا بعد مرور سنوات على العمل.
كيف ترى حال الموسيقى العربية خاصة مع ظهور أغاني المهرجانات؟
الموسيقي تتأثر بالمستوى الاجتماعي والثقافي للشعوب والحالة التي نعيش فيها، الآن تظهر وجود كل ماهو غريب ومختلف ولاشك أن الميديا والتواصل الاجتماعي كان له دور كبير في فرض مثل هذا النوع من الأداء الصوتي والذي تصحبه موسيقي لها إيقاع خاص ونغمات وبرامج تخرج أعمال أُطلق عليها اسم مهرجانات.
مبادرات دعم المواهب الشابة، كيف ترى دور تلك المبادرات والحراكات؟
من زمان كان فيه دعم للمواهب من خلال الاشتراك في دور قصور الثقافة ولتنميتها وتجريبهم وتقديمهم في البرامج والحفلات والآن أصبح دور المبادرات مماثل ولابد من رؤية الدولة لجميع القطاعات والمؤسسات التي تتبني هذه المواهب وتعديل المسار وتصحيح للأوضاع في إخراج المواهب بما يليق بالأعمال النافعة والتي تخدم الدولة وترتقي بالمستوى العام لما فيه من إصلاح للمجتمع بأكمله.
كيف قررت الإنضمام لمبادرة قعدة مبدعين؟
سؤال مهم جدًا، كانت قاعدة صداقة مع رفيق رحله العمل التطوعي الفنان / حاتم خميس وطبعًا الحديث عن فكرة وأهداف مبادرة قعدة مبدعين وترشيحي للعمل؛ لتوجيه وانتقاء الموهوبين ولخلق ابداعاتهم برؤية ببرواز احترافي وخبرة في العمل الفني سواء كان بالموسيقى و الغناء الفردي و الجماعي أو العزف والذي يكون تحت توجيهاتي وإشرافي، وسيكون هناك الكثير من المفاجأت لتقديمهم في العديد من الحالات الاحتفالية بجميع المناسبات.
ما تقييمك حتى الآن في مستوى المواهب والخطوات التي يتم اتخاذها لدعمهم؟
مما لاشك فيه أن الإجابة على السؤال السابق لم يكن له إجابة في الوقت القصير الذي بدأنا به مبادرة قعدة مبدعين والتي تأتي ثمارها من خلال اكتشاف المواهب على مستوى الجمهورية وبجميع المحافظات وتنمية هذه المواهب الوقوف لدعمهم المعنوي والنفسي قبل أن يأتي المادي والرعاية من كبار القادة بالدولة في إقامة المهرجانات الحفلات والكشف عن قدرات وبطولات تحتاج المساعدة الوقوف بجانبهم والوصول بمواهبهم إلى مستوى النجومية والشهرة وأن يقدموا ما يرفع من شأن الدولة، وقد أسعدني التواجد في العديد من هذه التجمعات؛ لمساندة هؤلاء الموهوبين وتقديم كل النصايح و دفعهم للأمام بالاستمرار والعمل وبذل الجهد الكبير وتقديرهم في هذه الحفلات بشهادات ودروع؛ لتشجيعهم وانتقاء أفضلهم وتقديمهم في برامج وحفلات ووضعهم على بداية الطريق الذي يحبون التواجد فيه.
أخيرًا كيف تنصح المواهب الناشئة لدعم موهبتهم وما رأيك في الخطوات التي تتخذها قعدة مبدعين في هذا المجال؟
الموهبة الحقيقة تفرض نفسها على ممر الوقت ويجب أن تكون لدي الموهبة الثقة بالنفس والعمل بجدية؛ لتظهر كل ما لديها من امكانيات لترتقي بموهبتها ولتجد لها مكان في أوائل الصفوف، وبكل حب خطوات قعدة مبدعين سريعة وجريئة وفي شتي المجالات تسعى وتقدم كل مالديها للوقوف و الدعم والمساندة لهؤلاء الموهوبين؛ ليكونوا ورود وأزهار متفتحة لبلدنا الجميلة في مستقبل واعد بشخصيات تقدم لمصر الكثير وننتظر كل ماهو جديد.
حوار/ أميرة إسماعيل
إقرأ أيضا حوار معوالكاتبة أماني شرف عسكر