"قمقم العزلة"
يئست من ضجيج البشر ومشاكلهم التي تسكب النيران علي؛ وبالرغم من إدراكي التام أنه لا حياة من دون البشر، صنعت لنفسي مكانًا في العزلة على ضوء الشموع، أجلس فيه بمفردي أحلو وتحلو الحياة، وعندما أمتلئ بالطاقة أعود لمجمع البشر الذي لم أفتقده، تستنزف طاقتي من جديد، ثم أعود لقمقم العزلة مشتاقة لا أرغب العودة لعالم البشر، لكن لا مفر من العودة، حتى انطفأت شمعة قمقمي فدعس الظلام فيه واختفت منه الراحة؛ لكنني فضلت ظلمة القمقم عن ظلمة الناس، بقيت فالقمقم حتى أضاءت شمعة لا أعلم من أين أتت وطرق أحدهم على قمقمي وكأن تلك الطرقة كانت على قلبي فخرجت من القمقم كالمارد، أعتقد أن تلك كانت آخر زياراتي لقمقم العزلة؛ فلقد وجدت من قلبه مكانًا يحميني من ظلمة الناس، ويحمل دفء القمقم وراحته وشمعته شمعه لا تنطفئ أبدا.
"رنا مغازي"