اليوم في هذه اللحظة

 "اليوم في هذه اللحظة"

اليوم في هذه اللحظة


اليوم يا رفيقي، وبعد غياب دام لمدة تلات أعوام، تعود إلي حاملًا  رماد الذكريات. تعود إلي وتبتغي مني أن أعود كما كنت في السابق، لا وربي لن أعود حتى لو قدمت لي روحك عوضًا عن ذلك الألم، الذي شعرت به في كل تلك الفترة، لا لن أعود، لن تستطيع تغيير ما حدث بداخلي، هل تدرك معنى أن تحترق من داخلك؟ ويعاقبك أحدهم على تهشم روحك؟ ورائحة الدخان العتيق الذي يملأ أجواء المكان؟ هل تدرك معنى ذلك الخراب الذي جعلته يقطن قلبي وقالبي؟ هل لك أن تَعي حدوث صراعات بداخلك؟ ومظهرك الخارجي يوحي بالنقيض لكل من حولك. هل جربت يا رفيقي شعور السلب؟ أن تُسلب منك أحب الأشياء إلى قلبك، أن تسلب منك أسباب بهجتك، أن تطلب من أحدهم ألا يخذلك، ويكون أول من يصفعك بالخذلان؟ هل جربت شعور أن تُذبح بسكين بارد، أو أن تُقتل على يد قناص أشول؟
هل فكرت في كل تلك الأشياء؟ التي جعلتني أُتعايش معها وتعتاد علي، وتقطن بداخلي ويظهر تأثيرها طفيفًا على شكل حدائق سوداء حول مصدر رؤيتي، أن يتحول ذلك الوجه البريء الجميل الذي لم تغادره البسمة، إلى وجه عابس يفتقر أسباب الحياة، أن تصاحبني طوال تلك الأعوام الثلاثة، تلك الحديقة التي يقطنها الشوك والورد الأسود فقط، هل تدرك معنى ذلك؟ أن تجعل مني شخصًا يهاب قرب أحد خوفًا من تكرر فعلتك الحمقاء هذه، بأي عقل وعين تطلب مني السماح والمغفرة؟ فقد جعلت على قلبي أقفال، وقذفت مفاتحيها في اليم، كي لا أُجن وتُعاد فعلتك هذه مرة أخرى، لا تطلب مني المغفرة، فأنت أصبحت الآن كبيادة مات مالكها، ولايقوي أحد على الاقتراب له خوفًا مما سَيُحل عليه.

"نهال يوسف"

إرسال تعليق

أحدث أقدم