"ظلام الثانوية"
تحدثت أمي بصوت مرتفع وقالت: ستنتقلين للثانوية بعد يومين
فقولت: ولكني لا أريد أن أترك مدرستي تلك
أمي: ولكنك الآن في مرحلة جديدة من تعليمك وعليكِ الذهاب
حسنًا يا أمي سأذهب لهذه الثانوية
ومر اليومين، ومن ثم ذهبت لتلك الثانوية، كانت تختلف كثيرًا عن مدرستي السابقة، فهي بها العديد من الطلاب من مختلف الأماكن.
لم يكن لي أي أصدقاء حينها، ولم اتأقلم مع التغير المفاجئ هذا، وكان الوضع بالنسبة لي غير مريح، ومر عامين على هذا الوضع، وكل يوم يزداد كرهي لتلك الثانوية.
وفي ليلة قررت أن أتحدث مع أمي بشأن قرار تركي لهذه الثانوية
_أمى، أريد ترك هذه الثانوية
=لماذا؟
_لا أستطيع التأقلم بها، ولا أريد الاستمرار
=تأقلمي
_لا استطيع، أنا أكره هذه الثانوية، فأنا بها مُنذ سنتين ولم يتغير الوضع
=ولكن لماذا؟
_لا أعلم، ولكني لا أريد أن أذهب مرة آخرى
=كيف هذا، لقد عملت كثيرًا لأدخلك بها؟
_ولكنها لا تُناسبني يا أمي
=ماذا يحدث؟
_أنا وحيدة جدًا، ليس لدي أصدقاء، أشعر بالحزن
=تأقلمي وكوني صداقات
_لا أريد، أتعرض للرفض الدائم والتنمر اليومي على شكلي، ملابسي من جميع الطلاب، بجانب الأساتذة أيضًا، لا أحد يُحبني بتلك الثانوية، لا أستطيع التحمُل أكثر
=كيف يفعلون هذا؟
_لا أريد الذهاب مرة أخرى وهذا قرار نهائي
=غدا سأذهب لتلك الثانوية لمعرفت سبب كرهك هذا
ذهبت أمي في اليوم التالي، وقابلت المدير هُناك فتحدثت معه قائلة: أريد أن أعلم ماذا تفعل ثانويتكم لـابنتي حتى تكرهها لهذه الدرجة، وترفض أن تأتي لها
فقال المدير: يا سيدتي، هذه المرة العاشرة التي أخبركٍ بها أن ابنتكِ قد ماتت منتحـرة.
"منار علي| الملكـة"
