"حديث النفس"
ها أنا الآن في غرفتي، أجلسُ أمام مرآتي، فأنظر إلى انعكاس صورتي، لأجدها حزينةٌ، وملامحها تبدلت، لم تعد كما كانت، منذ أن أصابنا البُعد وأدرك حُبنا الجفاء، وجدتني غائبًا، وفاقدًا إدراكي لكل ما حولي، أغرقُ في نومي طويلُا، وحين أستيقظُ، أجدني أعود سريعًا إلى غرفتي، لأحاوط قلبي بجميع ما في خزانتي؛ ليدفأ، فقد أصابه البرد القارص وجَفت أوعيتي الدموية، أصبحتُ أشبه الجثث الحية، التي تسير بغير هدى في هذه الحياة، أنظرُ إليَ الآن، لأرى روحي التي ذبلت، وعيناي التي أُغرقت بالدموع، والورود التي زينت وجنتاي قد ذَبلت أيضًا كروحي، فيسألني إنعكاسي، أيُحبني بعد الجفاء!
هل سيفعل ذلك؟!
ويُذيب ذلك الجسر الجليدي الذي تَكونَ فوق بحيرة حُبنا، فأصابها بالوهن حين غابت عنها الشمس،
هل سيعيد الشمس مرةً آخرى؟!
سَيعيدها تُضيئنا من جديد،
فأجيبها، أعتقد أنه سيفعل فأنا لا زلت أشتاقُ إلى عبيره الذي يملأ الأرجاء من حولي، وصوته الذي يشبه صوت الناي الحزين، وعيناه التي جمعت ألوان الدنيا بداخلها، كأنها لوحةٌ فنيةٌ لرسامٍ لم يرسم سواها، هو يدرك أني أحبه كثيرًا، لذلك سيعود، سيحبني بعد هذا الجفاء، وسيذيبُ هذا الجليد من جديد، ليجدد ما بيننا، ولتدفأ بحيرتنا، ويعود حُبنا يضيء، ولكن ذلك السؤال لا زال قائمًا، أيُحبني بعد الجفاء!
شيماء حسانين"رحيل"