"لحظة لا مفر منها"
رأيت طبيبة تبكي، فسألتها لم تبكِ كل هذا؟
فقالت لي: إننا فعلنا ما بوسعنا لإنقاذه وبقائه حي، لكن لم نستطع إنقاذه، ولم أستطع الوفاء بوعدي الذي قطعته، لقد وعدتُ ابنته أنني سأنقذه، سأفعل ما بوسعي؛ ليبقى معها مرة أخرى، لقد كانت تبكي مثلي الآن وتتوسلني أنها تريد الرجوع معها إلى المنزل، لا تريد أن ترجع بمفردها، فهو الحياة بالنسبة لها، إذا رحل لم يبق لها أحد، لكني لم أقدر، لستُ أدري كيف سأقول لها هذا لست أدري!
في تلك اللحظة، جاء في خاطري آية قرآنية نسمعها كثيرًا، ولكننا لا ننصت إليها جيدًا، وهي قوله تعالى: {لكل أجلٍ كتاب}، أتعلم معنى هذه الآية؟
أنه مهما فعلنا وحاولنا أن نظل لفترة أطول على قيد الحياة، فهذا المستحيل نفسه، لقد حان الوقت للرحيل للأبد، قرار لا رجعة فيه، فقد صدر الأمر من الأعلى من الجميع "الله سبحانه وتعالى"، وقتها جمعينا نقف عاجزين عن إنقاذك مهما حاولنا من طرق لا تفيد بشيء، لذا علينا تجهيز أنفسنا لهذه اللحظة، أن نحاسب أنفسنا كل لحظة تمر علينا؛ لندرك كم قصرنا مع أنفسنا لأجل الآخرين، كما جعلونا أشخاص لا نعرفهم، أشخاص لا تقدر على هذه اللحظة؛ لندرك أيضًا كم قصرنا مع رب العباد، كم شغلنا أنفسنا بأشياء لن تنفعنا، وركزنا مع أناس ونسينا رب الناس، لدرجة جعلتنا لا نعمل حساب هذه اللحظة؛ لذا كل يوم تعيشه اجعله حامٍ لك لهذه اللحظة، التي لا مفر منها مهما فعلت.
كتبتها/ دنيا جمال
إقرأ أيضا بهجة من نوع خاص