الشيخوخة

 الشيخوخة

الشيخوخة

إقرأ أيضا فراق قلب

في حديثي مع جدتي تبسمت لي  قائلة: أتعلمين أنني أحبك كثيرًا يا صغيرتي؟
 فأجبتها مسرعة: نعم، أعلم ذلك.
ومع هدوء الليل وسكينتهُ التي تملأ المكان وتشعرك بالراحة، في حديثٍ لم ينتهي بعد بيني وبينها، شردنا سويًا وفي حديثها روت لي عن جمالها في السابق وهي في ريعان شبابها، ضحكت ضحكةً خافتة وقالت: أتعلمين أني في شبابي كنت كملكةٍ متوجة؟ أُلفت أنظار من تقع عيناه عليّ، ولكن الآن، أصبحت عجوز وظهرت على وجهي آثار الشيخوخة، برزت تجاعيد وجهي ولم أعد جميلة مثل السابق، وبدأ يظهر على ملامحها الانهيار.
 سرعان ما لفت انتباهي عينيها المحتبسة بالدموع، والتي تكاد أن تنفجر في أي لحظةٍ، قلت لها: أين ما تحكين عنهُ؟ مازلتِ جميلة وكل ما قيل مجرد هراء يا جدتي، ما زلتِ محلٍ لإلفات الجميع.
 ولكن بداخلي هرع كبير جدًا؛ لأني وضعت نفسي مكانها، سيأتي عليّ مثل هذا اليوم الذي أجلس مع حفيدتي لأروي لها عن شبابي، سرحت بخيالي لوهلةٍ لأتخيل عمري في الثمانين منهُ، وأنا الآن لا أتخطى الخامسةِ والعشرين، ولكن العمر يمر لا محالة من الأمر إطلاقًا، سيأتي حتمًا، ولكن حينها سأبتسم ضاحكةً على ما مر.


 لاحظت جدتي شرودي وكانت عالية الإحساس، قالت لي: يا صغيرتي، أعلم أنك غلبكِ الأمر ووضعتِ نفسك في نفس الدائرة، نصيحة من جدتك العجوز، يا صغيرتي عجافُ الأيام يعقبها يوم غواثٌ، تبسمي وافردي ذراعيكِ مستقبلةٍ أيامًا جميلة، فأنتِ تستحقِ أن تمطر عيناكِ غيثًا ليس دموعًا على ما سيأتي، فلا ترخي يديكِ ما زلتِ جميلة وستضلِ جميلة مهما مرّ عليك العمر.
جبرًا لها تبسمت؛ حتى لا يغلبها الحزن، ولكن بداخلي أسئلة لم أقدر على إجابتها، هل أنصت لكلامها وأترك كل شيءٍ لوقته، أم أترك نفسي في حيرتها هكذا؟


كتبتها/ آية رجب"غيث" 



إرسال تعليق

أحدث أقدم