حنين الطفولة
إقرأ أيضا اختلاف وجهة نظر
هتافات، ضحكات ترن في أذني وكأنها كانت أمس، كان الصوت بريئًا عفويًا، والجسد يدور تحت مطر أو على ثلج؛ فتأتي الأم مهرولة إليه؛ خوفًا عليه من برودة الشتاء؛ فيشير الطفل بيديه لعم أحمد صاحب عربة الحلوى؛ فيبتسم العم إليه ابتسامة حنونه، ويناوله قطعة حلوى ساخنة، كانت الشوارع بسيطة، والبيوت متجاورة، كانت أمي ترسلني إلى جارتنا بعلب القشدة؛ فتأخذني الجارة بالأحضان، وترسل معي علب لم تكن فارغة؛ بل كانت مليئة بالحب الذي تولد من العطاء بيننا، كنت أزدحم على مخبز بلدتنا لشراء الخبز الساخن؛ فنتناوله في نفس الساعة؛ كان دافئًا ولذيذًا حقًا.
صوت جدتي الحنون يرن في أذني، في كل ليلة مساء ً كنا نجتمع؛ لنسمع حكاياتها عن انتصاراتها في الحياة، كانت امرأة قوية حقًا، فليرحمها الله، كنا نركض، ونتسابق، ونلعب، ونتضاحك، حتى يرن آذان المغرب بحي على الفلاح؛ فأنظر حينها إلى السماء ظنًا مني أنها من أذنت للصلاة، فجأة استيقظت من ذكريات الصبا على صوت يخبرني بأن أيام الطفولة كانت بريئة، ومريحة للحد الذي يجعلنا ننام، مطمئنين دون التفكير في سباقات الحياة التي تفرضها علينا تطوراتها.
كتبتها/ سارة صلاح الدين.