الأحلام المأسورة

 الأحلام المأسورة

الأحلام المأسورة

إقرأ أيضا مولد سيد الخلق 

على مشنقة الأحلام ستجدني أنا هناك، أتأرجح يمينًا ويسارًا بين الماضي والمستقبل، معلقة رأسي بحبال أفكاري، وتجلدني تقلبات الزمان، بأسواط من الذكريات، ليس هناك متسع من الوقت لأروي لك قصتي، فحكايتي سيتناولها الجميع بعد موتي، الجميع سيحبني، وسيخبرونك كم كان فتى صادق! 

ولكن الحياة لم تنصفه يومًا، سيخبرونك الكثير والكثير بعد رحيلي، ولكن لا تصدقهم، جميعهم كاذبون، جميعهم حمقى وأنا منهم، لن أخبرك الحقيقة يومًا، ستتوه بين أفواههم، وستندثر بين طيات أكاذيبهم، عليك أن تبحث عنها بنفسك، عليك أن تكافح للوصول، حين أرحل سأصبح ملاكًا ذو أجنحةً ضخمة، سأرافقك من مكاني، وسأراك وأرعاك من هناك.

 ربما تنظر إلى السماء فتراني بين نجومها مشعًا ولامعًا أكثر من غيري، وربما لا تراني، ربما لن أصبح أي من ذاك، ربما سأصبح كابوسك وسبب هلاكك، ربما لستُ صالحًا كما ترى، ربما أنا شيطانٌ لعين، لا سبيل لمعرفته فهو يتلون كما تتلون الحرباء ليجعلك تضل طريقك وتهلك، عليكَ أن تبحث جيدًا لتدرك ماهيتي.

 فأنا حقًا لا أعلم من سأكون بعد رحيلي، ها هي روحي تقتلع جسدي لتخرج الآن ولكنها ستخرج إلى الأبد، ليس هناك سبيل للعودة، ستحرر من هذا الجسد اللعين، وتعود إلى موطنها ولكن أي موطن؟!
لا أعلم حين أذهب إليه سأدرك ذلك، إلى اللقاء الآن، ولا تنسى سأنتظرك كل ليلة هنا في موضع ذبحي وإراقة دمي، سأنتظرك هنا لأعرف الحقيقة التي وجدتها، ستجدني هنا دائمًا؛ فهذا العرض يكرر كل ليلة، وحين أصحو أجدني في فراشي من جديد، ليبدأ كل شيء من جديد.


كتبتها/ شيماء حسانين"رحيل"


إرسال تعليق

أحدث أقدم