هواية وثقل الإبداع هو السبيل للمعرفة، تلك الكلمات نوقنها في حوار مع الكاتب محمد عمارة.
محمد عمارة
هو الكاتب المصري محمد عبدالغني أحمد عبدالله، الذي يشتهر بلقب محمد عبدالغني عمارة محاسب، من محافظة الشرقية.في حديثه قال إن هوايته القراءة والكتابة، وان موهبته في كتابة الشعر والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً والومضة.
بداية هواية القراءة
بدأت هواية الكاتب محمد عبد الغني عمارة للقراءة والكتابة منذ سن مبكرة عندما كان بالصف الأول الإعدادي.
ويقول أن أول من بدأ القراءة لهم كان الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه، وكان أول كتاب قرأه له (رجل تحت الصفر ).
ويعشق القراءة منذ أن عرف معنى للكلمة؛ للشاعر فاروق جويدة.
بداية امتهان الكتابة
بدأت موهبة محمد عبد الغني الفعلية للكتابة في الشعر مع أول قصائده التي حملت عنوان (ذكريات ) في عام ١٩٩٢ م وقتها كان بالصف الثاني الثانوي العام.
منذ هذا الوقت ولوقت ليس بالبعيد كان يكتب لنفسه وكان يحبذ ذلك جدا، إلا انه بعد اطلاع بعض الأصدقاء على اعماله؛ قاموا بتحفيزه لأخذ خطوات لأن تظهر كتاباته للعلن وخاصة بعد تطور السوشيال ميديا وخلافه من وسائل التصفح.
إقرأ أيضا حوار مع الإعلاميه كريمة قدري
الأعمال الأدبية للكاتب محمد عبد الغني عمارة.
أجاب عندما سأل عن أعماله، أنه كانت بدايتها مجموعة قصصية بعنوان (مقاصد وآمال) ثم تلاها ديوانان فصحى، الأول بعنوان (بلا هوايةٍ ولا هوية)، والثاني بعنوان (على لحن هواك)، ثم ديوانان عامية الأول بعنوان (ساقية دوارة) والثاني بعنوان (مهما يطول الليل).
بداية النشر الورقي
ومن المفارقة الأدبية أنه يمكن اقتباس عناوين كتبه في جملة كتبها (بلا هوايةٍ ولا هوية عشتُ على لحنِ هواك في ساقيةٍ داوره كانت لي مقاصد وآمال مهما يطول الليل )) اختصارا لأعماله الأدبية.
وتعد جميع تلك الإصدارات الأدبية من نشر وتوزيع دار ديوان العرب للنشر والتوزيع.
عندما سألناه عن سبب اصراره على التعامل مع تلك الدار بالنشر رغم وجود مئات المعوقات في النشر الورقي في الفترة الماضية عانى منها الكُتاب؟
أجاب: قد وفقني الله في التعامل والتواصل مع هذه الدار بعد محاولة بائت بالفشل، وكانت محاولتي الأولى مع دار نشر أخرى والحمد لله أننا لم نكمل سويا ما تم الاتفاق عليه لخلل في المواعيد التي تم الاتفاق عليها مسبقا من قبلهم.
ويكمل أنه يعيب بعض دور النشر أنه لم يكن لهم سعة صدر نهائيا لأي شيء كما وجد في ديوان العرب للنشر والتوزيع.
لمن يوجه الكاتب محمد عبد الغني عمارة الشكر؟
أوجه الشكر إلى الدكتور محمد وجيه، والدكتورة الراقية فادية محمد هندومة، والأستاذة الرائعة هالة المهدي مديرة الصالون الثقافي؛ بدار ديوان العرب.
حيث التحقت بصالون ديوان العرب ووجدت فيه الخير الكثير من تعاون وتآلف بين أعضائه، وكم الاستزادة والمعرفة من خلال المناقشات الأدبية الثرية والممتعة لأعمال الجميع الأدبية، ومشاركة مجموعة من الأدباء أصحاب القلم الراقي والفكر الواعي.
كما وجدت أنه يتم نشر هذه المناقشات على صفحة الصالون الثقافي الخاص بالدار حتى تكون منارة لجميع الموهوبين والابتدائي والمبدعين لمن أراد أن ينهل من هذا العطاء في تلك المبادرة الراقية.
ما هي المقومات التي تطلبها عند الاتفاق مع دار نشر لكتبك؟
التفاهم والرقي والصدق والأمانة والالتزام في التعامل، وقد وفقت لهذا مع ديوان حيث تمتعوا بالشفافية والمصداقية لنشر مراحل الاتفاق والتعامل خطوة بخطوة ولحظة بلحظة على صفحة الدار.
وتعد ثاني نقطة يبحث عنها الكاتب هي التوزيع لكتبه والترويج لها بأساليب شتى وعلى أكثر من منصة وفي أكثر من اتجاه، وقد وجدته هذا الالتزام الدكتور محمد وجيه وطاقم إدارة ديوان العرب بارك الله فيهم ولهم وفي عظيم جهدهم الدائم، لذا أصبحت اعد دار ديوان العرب داري وبيتي الأدبي حيث وجدت فيها نفسي ولمست فيها الصدق والمصداقية ومعنى التعاون الحقيقي والرقي في التعامل رغم أي ظروف أو أعباء على كاهل القائمين على الدار.
كيف خضت تحارب نشر الكتب الخاصة بك من النشر والمعارض؟
شاركت مجموعتي القصصية ( مقاصد وآمال ) بمعرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي ثم معرض عمان الحالي، وإن شاء الله الجميع يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم الدورة 54.هل هناك مرحلة تحب تغيرها في خطواتك الادبية؟
لن أقول ما وجب تغييره في تجربتي الأدبية لكن أقول ما كان يجب اتباعه؛ وهو البدء في وقت مبكرة عن ذلك في الانتشار والوصول والاحتكاك بمن هم أصحاب فكر وقلم واعي من قامات الأدب والثقافة والتكثيف والاستزادة من القراءة.حيث تعد تلك الخطوة من أهم سبل رقي الحرف والإبداع ولكن بسبب ضغوط الحياة والانسياق إلى دوامتها أصبحنا نقتنص بعضا من الوقت لمحاولة الحفاظ على ذلك.
ما يعيب المشهد الأدبي من وجهة نظرك؟
أرى أن الساحة الأدبية بحاجة إلى رقابة صارمة وتوجيهات بناءة من القائمين على الثقافة والابتعاد عن المحاباة والمجاملات في الفكر والأدب حتى نصل للمرجو والمأمول، ومساندة ودعم المواهب الشابة فعليا لأنهم هم راية المستقبل .ما أكثر الموضوعات التي تجذب انتباهك ككاتب؟
بالنسبة للموضوعات التي تثير اهتمامي بالتأكيد الموضوعات الاجتماعية والبيئة المحيطة وتأثيرها علينا جميعا من جميع الاتجاهات والموقف عندي دائما هو سيد القرار والحالة والباعث لما في الخاطر.ماذا تتمني في سبيل النهوض بالفكر الأدبي؟
الأمنيات بشكل عام تكمن في إصلاح الذوق العام كمرسلٍ ومتلقي كما كان في العهود السابقة، أتمنى أن نرقى بمعنى الكلمة وصياغتها، فما نراه الآن وما نسمعه اليوم يدمي القلوب.لكل منا ايجابياته وسلبياته، والكاتب ليس بمفر عنها فكيف تشرح نفسك للقارئ من تلك الناحية كانسان؟
بعض من سلبياتي دون خجل هدوئي وصبري الطويل، قد ينقلب إلى مالا يحمد عقباه عند الغضب وكما قيل في المثل ( اتق شر حليم إذا غضب ).
ومن ضمن سلبياتي رغم أني أحبذها وهي أنه لا أجد نفسي في المناسبات العامة وحب الظهور، أعشق الوحدة والهدوء.
ما هي الرسالة التي إذا جلست في قعدة مبدعين ومفكرين من المواهب الناشئة تقولها لهم معنا اليوم؟
رسالتي لنفسي وللجميع كما ذكرت في مجموعتي القصصية ( مقاصد وآمال ) ...
مَهْمَا كَانَتْ اَلْأَهْوَاءُ مَهْمَا كَانَ طُمُوحُكَ ، آمَالُكَ ، رَغَبَاتُكَ ، أَهْوَائِكَ أَوْ سَلْوَتِكَ فَاعْلَمْ أَنْ اَلْحَيَاةَ تَسِيرُ بِنَا بِمَحَطَّاتٍ ، كُلُّ مَحَطَّةِ بِهَا وَدَائِعُ وَأَمَانَاتٌ، فَمِنْ اَلْفِطْنَةِ وَالْحِكْمَةِ وَمِيزَانِ اَلْعَدْلِ ، أَلَّا تَطْغَى مَحَطَّةٌ عَلَى أُخْرَى ، وَلَا تَطْغَى اَلْأَهْوَاءُ عَلَى اَلْأَمَانَاتِ ، مِنْ هُنَا تَتَجَلَّى عَزَّة اَلنَّفْسِ وَاحْتِرَامِ اَلذَّاتِ وَنُضُوجِ اَلْعَقْلِ وَبُلُوغِ قَدْرِ اَلْمَسْئُولِيَّةِ ، وَعِنْدَمَا اِخْتَلَّ مِيزَانُ اَلْحَيَاةِ وَنَامُوسِ اَلطَّبِيعَةِ وَأَهْدَرْنَا اَلْأَمَانَاتِ وَعَبَثنَا بِالْمُفْتَرَضِ وَمَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ، جَارْتْ عَلَيْنَا نَتَائِجُ فَسَادِ أَيْدِينَا وَحَصْدُنَا غَرْسُ سُوءِ أَفْكَارِنَا ، فَعَمَّ اَلْفَسَادُ وَطَالَ اَلْحِقْدُ وَالْكَرَاهِيَةُ كَثِيرًا مِنْ اَلْعِبَادِ وَانْتَشَرَتْ اَلْأَوْبِئَةُ وَالْأَمْرَاضُ ، لِنَتَّعِظْ وَنَأْخُذ مِنْ حَالِنَا وَضَعْفِنَا عِبْرَةً ، فَلَا خَلَاص وَلَا نَجْوَى إِلَّا بِالْعَوْدَةِ إِلَى اَللَّهِ ثُمَّ إِلَى اَلْفِطْرَةِ اَلنَّقِيَّةِ اَلسَّلِيمَةِ . وَاعْلَمْ ! ! مِنْ ظَنَّ أَنَّهُ نَالَ اَلسَّبْقُ فَلَنْ يَصِلَ إِلَّا لِلْكِبَرِ وَالْعَنْتَرِيَّةِ ، وَأَنَّهُ نَالَ مَا يُشْبِعُهُ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَشْبَعْ غَيْرَهُ ، وَأَعْلَمَ أَنَّكَ مَهْمَا جَاهَدَتْ مَحْدُودٍ ، دَاخِلَ عَالَمٍ لَا نِهَايَةَ لَهُ وَلَا حُدُود ، وَأَنَّكَ تُشْبِهُ قِطْعَةً مُسْتَقِيمَةً بِبِدَايَةٍ وَنِهَايَةٍ ، وَأَنَّ اَلْكَوْنَ يَحْتَوِيكَ بِلَا نِهَايَةٍ ، فَكُنْ سَيِّدْ طَبْعِكَ لَا يِتْسِيدَكْ ، وَأَمْلِكُ قُلُوبَ اَلْآخَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَتَمَلَّكَكَ شَيْءٌ ، جَاهَدَ أَنْ تَكُونَ عِنْدَ حُسْنِ اَلظَّنِّ حَتَّى لَا يَظُنُّ بِكَ ، نَقِي مَا بِدَاخِلِكَ قَبْلَ أَنْ تُزَيِّنَ مَظْهَرَكَ ، لَا تَهْتَمُّ بِالْآرَاءِ وَلَا بِمَظَاهِرِ اَلْإِغْرَاءِ ، طَالَمَا أَنْتَ عَلَى أَرْضٍ صَمَّاءَ ، اِجْعَلْ مَا يَعْتَرِيكَ سَبِيلٌ لَمَا يُنَجِّيكَ ، فَالْحَيَاةُ بَسِيطَةٌ وَسَهْلَةٌ لَكِنَّهَا فِي اَلْأَسَاسِ بَيْتَ اَلْعِلَّةِ ، وَأَنَّ اَلتَّقْوَى أُزَيِّنُ حُلَّةٌ ، وَأَنَّ مَصِيرَ اَلْعِبَادِ بِيَدِ رَبِّ اَلْعِبَادِ ، فَلَا يَنْفَعُكَ عِدَّةً وَعَتَاد ، إِلَّا بِالْعَمَلِ اَلصَّالِحِ تَعْتَادُ ، وَأَنَّ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اَلرَّحْمَنِ يَكُونُ لَكَ يَوْمُ اَلدِّينِ خَيْرَ بُرْهَانٍ ، اَلدُّنْيَا دَارَ مُتَعِهِ فَهِيَ بِالدَّنَاءَةِ تُدْعَى ، وَالْآخِرَةُ دَارُ اَلْبَقَاءِ وَسَبِيلِهَا اَلنَّقَاءُ ، كُلُّنَا أَمَامَ اَلْحَقِّ سَوَاسِيَةَ وَالْحَقِّ عِنْدَ صَاحِبِ اَلْحَقِّ فِي اَلسَّمَاوَاتِ اَلْعَالِيَةِ.
حوار/ أميرة إسماعيل