عندما تنشأ على جيل العظماء فتكون النتيجة كاتب مخضرم تحاوره بترقب في حوار مع الكاتب حسام العجمي.
من هو حسام العجمي؟
حسام العجمي، 50 عاما، مهندس مدني، اعمل كمدير مبيعات في إحدى شركات مواد البناء.كيف بدأت مشوارك الأدبي واكتشاف حب الكتابة؟
القراءة بالنسبة لي كانت ولازالت غذاءا لا اشبع منه وبدات مشواري منذ الصغر في عمر ست سنوات بالقراءة، حين احضر لي والدي مجلة ميكي والتي داومت علي متابعتها، ثم مع مرور السنوات بت من عشاق مجلة سمير تطورا إلى الشياطين ال 13 و المغامرون الخمسة ومنها إلى تان تان ثم حدث الانتقال إلى رحاب العبقري الراحل د.نبيل فاروق برجل المستحيل و ملف المستقبل و جميع اعداده الخاصة .وفي سن الشباب كان التخصص في قراءة كتب التاريخ بانواعه فرعوني, إسلامي, معاصر، وروايات الجاسوسية و المخابرات، والتي حببني فيها الراحل الرائع صالح مرسي، واخيرا كتب الإثارة والرعب والجرائم.
بالاضافة إلى عشقي للغات فأنا اجيد الفرنسية والإنجليزية قراءة وكتابة وتحدث، وحاليا احاول أن استكمل تعلم اللغة الإيطالية التي بت اقرأها جيدا
كيف كانت بدايتك في الكتابة واكتشاف تلك الموهبة؟
بدات الكتابة منذ سن ال 18 اشعار ونثريات ثم توقفت حتي سن ال 30 وهنا بدات في كتابة اولي رواياتي التكية لعدة مرات.بداتها بعشر صفحات ثم وصلت إلى 120 وللأسف توقفت تماما لعدة سنوات وإن كنت اكتب خواطري وبعض افكار الروايات حتي جاءت لحظة ما وإذا بي اخرج رواية التكية وهي ثلاثية أبدا بها من جديد لأنهي جزئين منها قبل أن انشرها؛ اذا بفكرة رواية ثانية تخطفني وتتملكني فاتوقف عن انهاء التكية و انهي الثانية قبلها وكانت صقر بيبرس.
ما بين قصص المغامرات إلى البطولة والإثارة والفداء كيف استطعت البدء بأول عمل أدبي لك؟
كان الجزء الاول لرواية صقر بيبرس وهي رواية جمعت ما بين التاريخ الاصلي لفترة ما والمغامرات الشيقة لابطالها.اللغات تعني الاطلاع على المعارف فكيف استطاعت تلك المهارة مساعدتك في تطوير الأسلوب؟
حين تقرأين بلغات اخري بخلاف لغتك الام كالبخيل وروبنسون كروزو بالفرنسية و قصة مدينتين وعطيل بالانجليزية يضاف إليك تكنيك جديد آلا وهو كيفية وصف الأماكن و المشاعر، تتعلمين كيف تجعلين القارئ يعيش أحداث الرواية التي تكتبينها كأنه يشاهد فيلما تجري أحداثه أمام ناظريه كما تتعرفين علي عادات وافكار اشخاص يختلفون عنك في كل شئ كما تضيف لك الكثير من مفردات اللغة.ما الفرق الذي وجدته في الأسلوب الأدبي المستخدم عند التنقل ما بين الرواية والخاطرة؟ وما يميز كل أسلوب منهما؟
الخاطرة هي أن أمسك القلم وأترك لقلبي وروحي وعقلي العنان في التعبير دون أحكام؛ فهي لا تشترط بقافية ووزن أدبي إلا أنه يجب أن يكسوها التناسق في اللّحن والكلمات، نعبر فيها عن أحاسيسنا بسلاسة وعلي قصرها فهي تحاول أن توصل فكرة ما في أقل عدد من الجمل، أما الرواية فهي تطلق العنان للكاتب ففي الرواية يعيش الكاتب فيها كل احداثها يتقمص شخصياتها بكل ما فيها من خير وشر، صدق وكذب ممسكا بميزان حساس لكلماته وتعبيراته، فالرواية فيها حياة كاملة لأشخاص علي الكاتب أن يعيشها في زمانها ومكانها بكل تفاصيلها وتفتح له المجال أن يبدع.من التكية وصقر بيبرس تختلف التجربة والحضور، كيف تصف رحلتك بها؟
التكية هي الحلم بالنسبة لي حلم المثالية، الحياة كما يجب أن تكون، أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، أن تتقي الله في كل شئ، أن ترعي الآخر .أما صقر بيبرس فهي محاولة لاظهار بطولات أبطالنا القدماء التي يحاول الغرب طمسها وتلويثها بأفعال هم عنها أبعد حتي نفقد القدوة والأصالة، صقر بيبرس صرخة تحاول تخبر الناس أن تاريخنا جميل وليس مشوها أو ملوثا وأننا اصحاب حضارات حسدنا عليها الغرب.
ما الفرق عند كتابة عمل تاريخي وكتابة الأداب الأخرى مثل البوليسي والاجتماعي؟
للتاريخ سماته، فعلى الكاتب أن يقرأ كل ما كتب عن تلك المرحلة التي يكتب عنها سوء مؤيدة أو معارضة ويدرس كل هذه الاراء حتي يتمكن أن يصل إلى حقيقة ما يكتب عنه دون أن يترك أي ثغرة بقدر الإمكان حتي وإن كانت صغيرة.
أما البوليسي والإجتماعي فلكل سماته الخاصة وهنا وجب علي الكاتب أن يهتم بالجانب النفسي للأبطال اكثر حتي تكون دوافعهم مقنعة أمام القارئ خاصة وأن الأبطال في هذين النوعين خيال بحت، وهو ما يخالف الكتابة عن التاريخ فهنا أبطال حقيقيين و الأحداث قد تمت بالفعل وعلي الكاتب أن يحللها و يظهرها سوء كانت جيدة أو سيئة.
بالتأكيد الكتابة والنشر يواجهان صعوبة خاصة في مقتبل الطريق، كيف تصف الصعوبات التي واجهتك بتلك الرحلة، وما أشدها منهم؟
اصفها بالجميلة ففي كل مرة نتعلم شيئا جديدا و نطور من انفسنا فالتجرية الأولى مثلا أصابنتي في أول الأمر بالحزن لبعض الأخطاء التي حدثت بها، إلا إن من أجمل وأحلى نتائجها أن تعرفت علي دار ديوان العرب وبالأصح صاحبها د.محمد وجيه، وهو رجل قَلما ما تجدين مثله في هذا العصر عاشق للأدب والأدباء يهتم بكل صغيرة وكبيرة، والحق فلقد كان له كل الفضل وليس بعضا منه في نشر كتاباتي.عند الحديث عن نبيل فاروق وصالح مرسي، والدكتور أحمد خالد توفيق، فنحن نتحدث عن جيل كامل نشأ على عملهم، كيف أثرت تلك الأسماء بعملك؟
رحمة الله عليهم أجمعين، وكان من قبلهم الكاتب ماهر عبد الحميد أيضا الذي لا يعرف الكثيرين أنه من أوائل كُتاب الجاسوسية، كما أن له عملية مخابراتية كان هو بطلها.
كل واحد منهم مدرسة خاصة كبئر لا ينضب فعلى رغم وفاتهم إلا انهم لا زالوا يتربعون علي عرش روايات الجاسوسية و الإثارة، وكل منهم كان له نكهته الخاصة و الحق أن أ. صالح مرسي في رأيّ هو عميد تلك المدرسة، و تبقي عظمة د.نبيل و د.أحمد خالد في قدرتهم علي خلق حالة من الإدمان فمن أصعب الروايات هي روايات الجيب.
ما هي كتبك، وكيف واجهت نفسك والآخرين أثناء كتابتها وعرضها عليهم؟
ورقيا تم نشر رواية صقر بيبرس - التكية و الجزء الأول من قصة رفعت الجمال، علي صفحات التواصل العديد من روايات الجاسوسية، افعي النيل، عراف بارليف سلسال الخيانة، الذئاب، بين صفوف العدو.بالنسبة لي أظل دائما خائفا مرتعبا انتظر ردة فعل القراء ولا أخفي سرا، أن تعليق واحد بين 500 تعليق قد يصيبيني بالحزن خاصة.
كيف ترى المبادرات والنشاطات الثقافية وتأثيرها في مستوى الأدب العربي؟
للأسف قلت ولم تعد هناك مبادرات اللهم إلا في عدد من الدور لا يتخطي عددهم الثلاثة لا أكثر، ودائما ستجدين دار ديوان العرب بينهم وفي أحايين كثيرة تكون بمفردها وللأسف حين تعلن تلك الدور عن هذه المبادرات تبدا حملات التقطيع والتشويه.كيف تصف رحلتك مع كتابة الأدب البوليسي، وما شعورك عند معرفة وجود من يلقبك بشبيه نبيل فاروق؟
وسام علي صدري اتمني ان استحقه.عند الحديث عن النشر نجد اللفظ أصبح مقترن بالتوزيع، كيف تصف دَور دُور النشر بها؟
للاسف دور النشر تفتقد للمسوق المحترف فكم من كتب رائعة تاهت واختفت بسبب عدم احترافية التسويق وأرى أن كل دار عليها أن تفصل بين نشاط النشر ونشاط التوزيع و يتم التعامل مع التوزيع من منطلق تسويق منتج محترم.هل تأثرت كتابتك في مرحلة الشباب عنها بعدما أصبحت ربا لأسرة ووجود أطفال بها؟
طبعا، مرحلة الشباب لها طموحها وحماسها الذي قد يصل إلى التهور للوصول إلى الهدف والذي دائما ما يكون خاص بالكاتب نفسه، وغالبا ما نري أنفسنا في أحد أبطال رواياتنا والأغلب ستكون هي الشخصية الطموحة الشرسة القوية.ومع مرور السنين وتقدم العمر تبدأ الحكمة في كسب أرض المعركة من التهور أولا ثم تبسط نفوذها علي الحماس الذي يصبح بقدر، ففي هذا العمر يكون الهدف الرئيسي للكاتب هو القارئ عن طريق ايصال فكرة، موعظة، حكمة ما قد تساعد القارئ في حياته.