خلو الأيام منك
قالت هذه الكلمات وهي تلتقط أنفاسها من شدة البكاء، ولا زالت دموعها تتساقط كشلال يروي الورد على وجنتيها، ثم وضعت يدها على قلبها وبدأ الألم يتسلل إليها مجددًا، فسقطت مغشيًا عليها، وما هي إلا دقائق حتي أفاقت وعادت إلى هلوستها بهذا الأحمق من جديد، كيف يمكن للمرء أن يجرح قلبًا أحبه بصدق ؟! كيف يمكنه أن يخدعه ولا يبالي به؟!
وهي كيف أحبته هذا الحب؟!
أيّ الحمقاوات هي؟!
ما كان عليها أن تسلم قلبها هكذا، كأن يجب أن تحصنه، وتبني حوله العديد من الأسوار؛ حتى لا يكون عرضة للصوص أمثال هذا، ولكنها أمنت به، ووهبته حبها وقلبها، ورسمت الأحلام، وتعلقت في السماء، ثم وعلى حين غرةٍ سقطت، فتحطمت إلى أشلاء، لم يعد أحد بإمكانه أن يسعفها، ويداوي جراحها سواه، لاتردد سوى أسمه، وقلبها لم يعد ينبض سوى له، أما هو فغير مبالي بها، ولا بقلبها، فقط يعيش حياته بهناء، دون أن يشعر بالرأفة عل تلك الحمقاء التي تركت العالم لأجله، وكانت على استعداد تام لفعل كل شيء هو يريده، وها هي الآن تدفع ثمن هذا الحب، تموت في اليوم مائة مرة، وتُقهر في الليلة ألف مرة، وتعلو صراخاتها، ولا تنتهي إلا حين تسقط من تعبها مغشيًا عليها، وفي أحد الأيام أستيقظنا على صراخها الذي أعتدنا أن يدوي في المكان، ولكن هذه المرة كان مختلف، صرخت مرة واحدة ثم انقطع صوتها، ولكن هذه المرة إلى الأبد، أجل رحلت، رحلت وهي ساذجة وحمقاء، لم تعلم كيف تحارب وتواجه، وكيف تنجو من مستنقع الألم، رحلت ولكن رحيلها ترك جرحًا في قلوبنا، لا زال ينزف إلى اليوم.
شيماء_حسانين"رحيل"
الوسوم:
خواطر