مرحبًا بكم في حوارنا الصحفي اليوم، حيث نستضيف شخصية بارزة في مجالها لنناقش مواضيع تهم الجمهور وتلقي الضوء على جوانب جديدة. سنسعى من خلال هذا اللقاء إلى استكشاف الأفكار والرؤى التي تساهم في إثراء النقاش العام. نرحب بضيفتنا الكريمه ونأمل أن تقدم لنا إجابات وافية ومفيدة.
حدثيني عن نفسك ؟
ولاء أحمد عبدالوهاب، متخصص بيولوجيا جزيئية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
هوايتي القراءة منذ الصغر، وشجعني أبي على ذلك، لأنه كان قارئ وشاعر، كان يأخذني لمعرض الكتاب والمكتبات لشراء الكتب من سن السادسة، فعزز عندي تلك الهواية.
هل كانت بدايتك مع الكتابة عن طريق تجربة شخصية، قراءة كتاب معين أو تأثير شخص آخر؟
كانت بدايتي في الأساس الشعر، من سن الرابعة عشر، ولكن توقفت عن كتابته في سن السابعة عشر؛ لمرض والدي الشديد، حيث شعرت بفراغ مفاجئ في عقلي.
بعد وفاة والدي في عام 2015 بدأت في كتابة الخواطر، دون تخطيط، كنت يومًا أسير في أحد الشوارع، وإذ بعقلي يمليني شيئًا فكتبته دون حتى أن أعرف نوع ما أكتب، وبعد العديد من الكتابات، سألت أحد أصدقائي -وهو كاتبًا قويًا وله العديد من الكتابات والأعمال- عن نوع ما أكتب، فقال أنها خواطر.
وبعد العديد من الكتابات، وقراءة أعمال أدبية متنوعة، استطعت الخروج من أطار كتابة ما أشعر به فقط، إلى كتابة ارتجالية أو تخيلية أو مستوحاه من حديث سمعته أو موقف شاهدته، ومن ثم بدأت في تأليف قصص قصيرة، وتأليف القصص هذه موهبة أيضا منذ صغري.
مَن كان الداعم لكِ في بداية مسيرتك ؟
والدتي والعديد من الأصدقاء، سواء كانوا من الكتاب أو لا، وإن كان والدي هنا فكان من المؤكد أنه سيكون من أكبر الداعمين لي.
هل تأثرتِ بخبرات حياتية معينة، أو بتجارب شخصية؟
بالطبع، الخبرات الحياتية والتجارب تنمي الموهبة وتثقلها.
ولوفاة والدي أثر كبير في كتاباتي، وكتبت له كثيرًا، منها ما تم نشره ومنها لا، وكانت أول خاطرة أكتبها، عنه
ما هي أساليب الكتابة التي تتبعينها ؟
في الحقيقة أنا أومن أن أي فن هو عمل حر، يمكن اتباع أساليب مختلفة وغريبة فيه، لذلك لا أعتبر نفسي أنني أتبع أسلوباً مجدداً، لكن أفضل الكتابات القصيرة التي تشرح معنى أو شعوراً كبيرًا، حتى أنني كتبت سابقاً (أن تكون كاتباً حقيقياً يعني أنك تستطيع اختصار سنوات عمرك في سطر).
هل هناك مواقف محددة تسببت لكِ تحديات ؟ وكيف واجهتها؟
كوني أحب الكتابة باللغة العربية الفصحى، كان تحديا لي أن أتعلم قواعد اللغة الصحيحة، حيث أنه لم يكن تخصصي، وبدأت في البحث عن إجابات لكثير من الأسئلة سواء من الأصدقاء أو من دروس تعليمية، ومازلت أتعلم.
والتحدي الثاني، هو محاولة العديد من الناس لربط ما أكتب بحياتي الشخصية، وحاولت وأحاول توضيح الصورة بأنها نصوص أدبية.
هل هناك مرة معينة شعرتِ فيها أنك تأثرتِ بعمل معين بشكل عميق؟
مرتان، المرة الأولى رواية (قواعد العشق الأربعون) عن جلال الدين الرومي للكاتبة أليف شافاك، المرة الثانية مع رواية (شوق الدرويش) لدكتور حمور زيادة.
قرأت كل منهما أكثر من مرة، وفي كل مرة شئ ما يتغير في قلبي.
كيف أثرت ردود الفعل الإيجابية والسلبية على نفسيتك ككاتبة؟
ردود الفعل الإيجابية تفاجئني، فأنا في البداية كنت أكتب لمجرد الكتابة، لا أنتظر تقييمًا حتى، فكلما سمعت كلمة إيجابية عن كتاباتي أو موهبتي، أتعجب وفي الوقت ذاته يشجعني هذا للتعبير أكثر، واستغلال تلك الموهبة في إيصال فكرة ما أو حتى مناقشة موضوع مجتمعي.
وردود الأفعال السلبية، لا أعتبرها سلبية لأنني لا أنتبه إلا للنصائح التي تأتيني من كتاب ودارسين، فهي تفيدني وتقوي من قلمي. يهمني بالطبع رأي أصدقائي عن ما يصل أكثر لقلبهم، لكنني كما قلت سابقًا أكتب من أجل الكتابة.
هل تعتبرين عناوين الكتب تشويقية أم تمثل فكره عميقة؟
عناوين الأعمال مدارس، منها ما يفضل الإثارة والتشويق ولفت الانتباه، ومنها ما يفضل أن يكون بسيطًا، ومنا ما يفضل أن تكون معبرة عن ما بداخل الرواية أو الكتاب. أنا لا أهتم كثيرًا بعناوين الكتب الأدبية، لأن كثير من الكتب العظيمة بعناوين بسيطة جدًا، والكثير ايضًا من الأعمال الفقيرة لها عناوين تشد الانتباه.
هل تؤمنين بأن للأدب دور فعال في رفع الوعي لدى الجماهير؟
بالطبع، ما يصل للقلب يسهل وصوله للعقل، الوصف واللغة والخيال، يسمو بالعقل. أعلم أن قارئ الروايات لا يعد مثقفًا، لكن رقة الكلام الأدبي تؤثر في العقل وتجعله أكثر تقبلًا ورقي.
كيف ترين الوسط الادبي الآن؟
يحزنني، في دائرتي الكثير من الموهوبين وكتاب بمستوى ثقافي وعقلي وأدبي عالي، لكن غير معروفين. ودور النشر لا تنتبه لجودة العمل، تهتم بالمال ومن لديهم عدد متابعين أكثر، بالتالي مبيعات أكثر، حتى إن كان المكتوب لا علاقة له بالأدب ولا بالكتابة.
هل لديكِ مشاريع جديدة في أنواع أدبية جديدة؟
أكتب الان رواية، سيتم الأعلان عنها قريبًا إن شاء الله.
وأكتب قصة قصيرة على هيئة رسائل بين قائد حرب ومحبوبته.
ما الشئ الذي تريدين قوله، وما نصيحتك للكُتاب المستجدين، ورأيك بمجلة قعدة مبدعين والحوار الخاص بنا؟
ككاتبة مستجدة أيضًا، أوجه نصيحة أقولها لنفسي دائما، القراءة سلاح الكاتب، أعلم الخوف من التأثر إلى حد التقليد، لكن عدم القراءة يؤدي لركود الكاتب سريعًا، لأن مع الموهبة يلزم أفكار، والأفكار لا تأتي إلا في عقل مُطلع ومُتفتح.
وختامًا أود شكركم على الاهتمام بالكتابة والكاتبين، وأتمنى أن تنتشر مثل هذه اللقاءات، حتى تظهر المواهب الحقيقية ونتعرف عليها.
وأشكرك على الحوار والاسئلة الممتعة، والتي ساعدتني أن اعرف نفسي أكثر معكم.
أخيراً أود أن أقول لكِ انني تشرفت للغايه بعمل ذلك الحوار الممتع معكِ ونلتقي فيما بعد وأنتِ قادمة لنا بإنجازات عديده
بقلم/آيه عبدالعزيز

نقاش جميل
ردحذف