الکاتبة سهام احمد عبد العظیم فی حوار صحفي

 نلتقي اليوم في "قعدة مبدعين" مع الكاتبة الموهوبة سهام أحمد، التي أضافت بصمتها الخاصة في عالم الأدب بفضل قدرتها على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة عميقة وجذابة. في هذا الحوار، سنكتشف كيف بدأت رحلتها الأدبية وما هي التحديات التي واجهتها، بالإضافة إلى ما تحمله أعمالها من رسائل وأفكار جديدة.



أهلاً وسهلاً بك في "قعدة مبدعين"، نحن سعداء بلقائك.

لنتعرف عليكِ أكثر، هل يمكنكِ أن تحدثينا عن نفسكِ؟ 

من فضلكِ، أخبرينا عن اسمكِ، عمركِ، مؤهلكِ الدراسي، مجالكِ المهني، مكان إقامتكِ، وأي جوانب أخرى في حياتكِ ترغبِين في مشاركتها معنا.


_اهلا وسهلا بك استاذة ندى وبكل القائمين على المجلة، شكرا جزيلا للاستضافة، سعيدة جدا بالحوار مع حضرتك.. انا اسمي سهام احمد عبد العظيم عمرو ، ابلغ من العمر ٣٢ عام، حصلت على ليسانس كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع أسيوط، اعمل كاتبة وروائية ومن خلال محال دراستي المهني اعمل كمستشارة قانونية لدى نقابة المحامين المصرية، من مواليد محافظة اسيوط واقيم في محافظة القاهرة. 


1/متي بدأت رحلتك مع الكتابة، وما الذي ألهمك للانطلاق في هذا المجال؟


_بدأت رحلتي في الكتابة منذ حوال اربع سنوات تقريبا، كان ملهمي الاول هو الواقع، هناك تجارب واقعية واحداث تستحق ان يكتب عنها ليتعظ منها الجميع، وتكن عبرة للاشخاص وقاموس يرجعون إليه في رحلة حياتهم المستقبلية..


2/كيف أثرت خلفيتك الدراسية في كلية الشريعة والقانون علي أسلوبك وأفكارك الأدبية؟


_بالطبع لقد وضع محال دراستي بصمة مختلفة في طريقة رؤيتي للامور، فالقانون يشبه الحياة إلى حد كبير، وبدون الشريعة لن تكون هناك قواعد لاستمرار الحياة..عندما يجتمعان الشريعة والقانون في رؤية الامور، لن يكون هناك خلاف..


3/كيف تتعاملين مع النقد، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، تجاه أعمالك؟


_احب النقد كثيرا، فهو من اكثر الامور المحفزة لي، خاصة إن كان النقد سلبي، اما النقد الإيجابي فهو يعني لي الكثير برغم كونه نقداً، اتقبل الاثنين بسعة صدر ولا يزعجني النقد ابدا..


4/هل تفضلين الكتاب الإلكترونية أم الورقية؟ ولماذا؟

_في الحقيقة انا اكتب الاثنين، فلكل منهما مميزاته وعيوبه ايضاً، وكل منهما يخرج مني شيء مختلف عن الاخر، لذلك افضل النوعين..


5/من هم الكتاب أو الشخصيات الذين يعتبرون مصدر إلهام لكِ؟


_هناك الكثير من الكتاب الموهوبين والمبدعين في العصر الحديث، تستحق اعمالهم كل التقدير، اما شخصيات العصر القديم فلا غنى عنها فهي تعد كغذاء لروح الكاتب وافكاره، ك طه حسين و وليام شكسبير، ودكتور عائض القرني، وغيرهم الكثير، اما بالنسبة للشخصيات التي تعد مصدر إلهام لي فهي جميعا من ارض الواقع..واغلبها شخصيات غير معروفه. 


6/هل لديك طقوس معينة او وقت معين أثناء الكتابة؟ وماهي؟


_في حقيقة الامر احب شرب القهوة كثيرا قبل البدء في الكتابة، احب الكتابة الليلية، وفي الصباح الباكر ايضاً، اكون اكثر تركيزا في هذه الاوقات، طقسي المفضل هو القهوة والهدوء النفسي..

7/ما نصيحتك لشباب الذين يرغبون في الدخول إلي عالمنا الادبي؟


_ان كان يمتلك الموهبة والقدرة على تجسيد المشاعر في كلمات مرموقة، وإيصال المعنى مع سلاسة وسهولة اللفظ، ف رسالتي إليه لا تستلم، عافر وحاول مرارا وتكرارا حتى تصل إلى ما تتمنى أن تكون، والاهم إن تكن انت لا احد غيرك، لا تقلد ولا تتصنع، فقط كنت على طبيعتك حتى تصل حقيقة مشاعرك..

8/هل تفكرين في ترجمة أعمالك إلي لغات أخري للوصول إلي جمهور أوسع؟


_بالطبع افكر، سافعل في القريب العاجل إن شاء الله..


9/ما الرسائل التي تحرصين علي إصالها خلال كتاباتك.؟


_يا الهي  إن بت اعد لن انتهي، هناك الكثير والكثير من الرسائل، لا تعد ولا تحصى، فكل اعمالي التي كتبتها تحمل بين طياتها رسائل عدة، لكن اكثر ما احرص على إيصاله هو رسائل تربوية والتأهيلية للنفس البشريه، ورسائل التغيير الى الافضل عموما في شتى المجالات..


10/كيف تصفين علاقتك بجمهورك.؟


_علاقة رفيعة من نوع خاص، انا اقدر جمهوري كثيرا، احب دائما ان اكون فردا منهم، اتناقش معهم في وجهات النظر، اكون على دراية كافية بما يحبون وما يكرهون، واتمنى ان اقدم دائما ما ينال إعجابهم ويخاطب قلوبهم وعقولهم معا.. احبكم كثيراً في الله


11/قبل أن يكون الشخص كاتبًا، يكون قارئًا في البداية. لمن كنتِ تقرئين في بداياتكِ؟ وما هي الأعمال التي تركت أثرًا عميقًا فيكِ ولمن كانت؟ وهل ما زلتِ تقرئين لهؤلاء الكتّاب؟


_في الحقيقة لم اكن اقرأ الكثير، فكما أخبرتكِ سابقا إن الهامي الاكبر هو قلب الواقع، لكن قبل ان افكر واكتشف موهبة الكتابة لدي، كنت اقرأ الكتب التي تتعلق بالتنمية البشرية كثيرا ومخاطبة النفس، فما زلت اذكر كتاب قرأته في صغري لدكتور عائض القرني اسمه (غير حياتك) فقد تأثرت به كثيراً


12/كيف ترين دور الادب في معالجة قضايا المجتمع..؟ 

_يا له من دور، فكما نقول المرأة نصف المجتمع، اقول الادب نصف العلاج، فربما يقرأ الشخص جملة تكن له طوق نجاة، واخرى تكن له سبب هلاك، فلذلك دائما ما اكن حريصة على إيصال كل ما يفيد الغير، دون حيادية، فهناك الكثير من الادباء وضعوا بصمتهم في تغيير المجتمع في مجالات عديده، اتمنى ان اكون من هؤلاء ذات يوم..


13/كيف تتعاملين مع فكرة الفتور او انعدام الالهام؟

_استرح فترة من الزمن، حتى اتخلص من جميع الضغوطات التي تؤثر على الهامي، افعل في تلك الفترة الاشياء التي احبها وخاصة من ايام الطفولة فدائما ما يكون هناك طفل صغير داخل كل شخص، هو فقد من يعيد إليه شغفه في كل شيء..



14/هل لديك هوايات اخري بعيدا عن الكتابة.؟


_بالطبع لدي، اعشق مجال التصميم (فاشون ديزاين) والهاند ميد، لدي براند خاص بي واعمل على تكبيره، واعشق الرسم منذ الصغر..


15/ماهو اغرب تعليق تلقيته من جهمورك علي عمل من اعمالك؟


_اغرب تعليق تلقيته كان من فتاة في إحدى الجروبات، على بوست مجمع لاكثر الاعمال شهرة من اعمالي وهو رواية زئير القلوب (عروس مصر)، تعجبت من تعليقها عندما قالت: " اكيد العمل تافهه علشان كده معجبينه كتير" هذا التعليق اضحكني اكثر مما ازعجني، فتحدثت إليها عن سبب رأيها وسألتها هل قرأت الرواية للحكم عليها بهذا الشكل، واكتشفت في نهاية الامر انها لم تقرأ الرواية ولم تعرف حتى عن اي شيء تتحدث فهذا كان اغرب تعليق والحقيقة الاول من نوعه. 



16/كثيرون يعتقدون أن أهل أسيوط يتسمون بشيء من التشدد، خاصة في الجوانب المرتبطة بالعادات والتقاليد الصعيدية. كيف واجهتِ هذا الأمر خلال رحلتك؟ هل كانت تجربتك مليئة بالتحديات، أم أن الأمور سارت بسهولة ويسر بدعم وتشجيع من الأهل؟


_اشكرك على هذا السؤال، لكن في حقيقة الأمر هذا الاعتقاد لا يخص اهل اسيوط فقط وانما يعم الوجه القبلي واهل الصعيد عموما، وهذا اعتقاد خاطىء، التشدد والتمسك بالعادات والتقاليد والقيم ليس عيب وانما هو ميزه وسمة لا يتسم بها الكثيرون هؤلاء، فهناك الكثير من المجتمعات التي لا تعترف بالعادات والتقاليد، كيف تبدوا الان؟! لا اصول تتبع ولا قيم تذكر، ومن اهم اصول التشريع لمن لا يعلمون هذا الشيء هو العرف.. وهو ما تعارف عليه الناس واتبعه الآباء والأجداد في البلد المقصود، فغالبا ما يحكم العرف قضايا عدة، وفي حقيقة الأمر ينظرون إلى المجتمع الصعيدي بشكل خاطئ، فانا لم اجد الدعم والتشجيع والمساندة سوى من اهلي وعائلتي واصدقائي ومعارفي في الصعيد، فهم اكبر داعم لي، ورغم اقامتي في القاهرة التي تعد من مدن الحضارة الا اني لقيت بها الكثير من الصعوبات والانتقادات بل والاحباطات ايضاً، لكن حمدا لله واجهتها بكل ما لدي من قوة وصبر وعزيمة على استكمال مسيرتي


17/دائمًا ما يكون للبعض صديق مقرب في هذا المجال أو أي مجال آخر. من هو صديق رحلتك الأدبية؟ وإن أردتِ، وجّهي له رسالة.


_في حقيقة الأمر لم احظ بالكثير من الاصدقاء المقربين في هذا المجال، لكن اود أن اقول اقربهم هي الكاتبة الرائعة ابتسام رشاد في المجال، اود ان اشكرها على دعمها ومساندتها الدائمة لي..

18/كتابك "تمهّلي... تمهّل" يناقش موضوع الخيانة، ما الذي رفعكِ لاختيار هذا الموضوع تحديدًا؟


_تمهّلي...تمهّل يناقش الكثير من المواضيع والمشاكل الهامة في حياة الاشخاص، لكن هذا الموضوع تحديدا اثار جدلا واسعا حوله، اردت ان اوضح معنى الخيانة لكلا الجنسين، فهناك رجال لا تعترف بالخيانة الا عندما تكون هناك خيانة جسدية من الرجل، وعندما تخطأ الانثى ولو خطأ بسيط يلومها المجتمع اجمع ويتهمها بالخيانة دون جدال، اردت ان يعرف الجميع ان الخيانة ليست فقط خيانة الجسد، وانما هي خيانة القلب وخيانة المشاعر واكبرها هي خيانة الجسد، فعندما ينظر الرجل إلى غير زوجته بإعجاب فانا اعتقد ان هذه خيانة.. فرسالتي لكلا الجنسين تذكروا دائما ان.. كما تدين تدان ولم بعد حين.. والرجل والمرأة سواء في هذا الامر خيانة الرجل يحاسب عليها ويعاقب ولو كانت نظرة كالمرأة تماما


19/هل فكرتِ يومًا في الكتابة في نوع أدبي مختلف، مثل الرعب أو الفانتازيا؟


_اكتب بالفعل في مجال الرعب منذ حوال اكثر من عام، لدي العديد من قصص الرعب على عدد من قنوات اليوتيوب، منها ما تخط النصف مليون مشاهدة، ومازلت اقدم في هذا المجال حتى الآن..


20/أستاذة سهام، هل فكرتِ يومًا في ترك الوسط الأدبي؟ ولماذا؟

ومتى يمكن أن تفكري في الانسحاب من المجال؟ وما الأسباب التي قد تدفعكِ لذلك؟


_لم ارغب يوما في ترك الوسط منذ أن اصبحت جزء منه، لكن تركته مجبرة لبعض الوقت لظروف خاصة، اعتقد أن لا هناك شيء يجعلني افكر في الانسحاب من المجال سوى ابنائي، فهم اغلى ما املك في الحياة، وإن كان التخلي عن هذا المجال في صالحهم فلن اتردد وإن كنت اعشقه..


21/علمنا أنك ستشاركين في عمل جديد في معرض الكتاب هذا العام، ولم يتبقَ وقت طويل على المعرض. هل يمكنك الحديث عن عملك الجديد وتقديم نبذة عنه؟ وما الموضوع الذي يتناوله، ولأي فئة من القراء توجهينه؟


_يتم الإعلان عن العمل قريبا إن شاء الله عبر صفحتي الخاصة على فيس بوك، يتناول العمل ثلاث قصص لثلاثة أطفال من قلب الواقع، هي رسالة هامة جدا لكل اب وكل ام لتربية ابناءنا تربية سوية، دون إفراط ولا تفريط، هو موجه لجميع الفئات دون استثناء.. فهو كعبرة لكل الاعمار من الابناء إلى الاجداد.. اتمنى أن ينال اعجاب الجميع. 


شكرًا لكِ، أستاذة سهام، على وقتك الثمين، نتمنى لكِ دوام التوفيق والإبداع في مسيرتكِ الأدبية، ونأمل أن يستمتع قراءنا بهذا الحوار كما استمتعنا به نحن. بانتظار المزيد من أعمالك وإبداعاتك التي تثري الساحة الأدبية.

يمكنك ابداء رأيك في الحوار 


_شكرا جزيلا لك استاذة ندى، لقد استمتعت بالحوار كثيرا، وكانت جميع الاسئلة جميلة،  وفي حقيقة الامر ليست كثيرة، امزح فقط، اود ان اشكر من خلالك وخلال مجلة قعدة مبدعين الرائعة جميع القائمين عليها لاتاحة هذه الفرصة للحوار ودعم المواهب، شكرا جزيلاً. كما اتقدم بخالص شكري لعائلتي وابناء وكل من كان سندا لي و مشجعا لي في مسيرتي وشكر خاص لجمهوري و متابعي.. شكرا جزيلا


الصحفية ندي رضا زكي

إرسال تعليق

أحدث أقدم