مجدٌ شائع
تكتب:- نورهان الكُردي
"تبعثرت الأشياء من حولي فهرولت أبحث عن طيف ضوءٍ آتٍ من بعيد، أنهكت قدماي من كثرة المساحات الشاسعة التي هرولت بداخلها بحثًا غالبتني الظلمة وهى تعج المكان من حولي، أنصت مسامعي بدقه شديدة وكلما زاد إنصاتي للظلمة اشتدت الأصوات من حولي، فشلت محاولاتي في فك طلاسم تلك الهمهمات، لكنها كانت عالية للدرجة التي جعلتني أحببتُ الظُلمة حتى تلك الهمهمات أصبحت موسيقاي المفضلة"
في الآونة الأخيرة كانت ومازالت هناك مؤشرات تنذر بالخطر هوسًا كبيرًا يطغى على كل العقول أجمع، الجميع يلهث خلف هذا الخطر ووراء حصيلة عالية من المشاهدات؛ ثم الانخراط بداخلها لتصبح مثل المارثون اليومي لحياة الجميع، والفائز هو صاحب أكبر إثارة للجدل محققًا خلف كل هذا ربحًا طائل لا بئس به، فالهدف أصبح شيئًا هابطًا، والمحتوى كاذب مصحوبًا بضياع الوقت، وراء ابتكار لاذع سواء كانت تلك الإثارة للجدل بالسلب، أو بالإيجاب فنحن الآن أصبحنا مُجتمعًا أسيرًا للترند.
ذهبت القيمة و الهدف سُدى في طريق بلا هُدى أمام الرواج اللامع بأعين الجميع، ثبتت بعقولنا فكرة أن كثرة الظهور هو قمة النجاح اليوم، لكن مثل العادة خدعنا البريق حتى أصبحنا نحيا داخل مجتمع ضرير، المقياس اليوم للترند هو الرواج وإثارة الجدل، أو ربما إحداث البلبلة داخل المجمتع شيئًا يصحبنا نحو الجنون، واختلاق المشاكل لكن أداة الترند نجحت اليوم؛ لتكون وظيفة لامعة تمتلك الكثير من الرواج بين السوشيال الميديا هدفها الأول الربح المادى فقط.
الترندات ما هي إلا: أداة من صنع البشر أنفسهم قد تحمل الخطأ، أو الصواب لكننا ليومنا هذا لا نرى إلا الخطأ فى تزايد متعمد؛ فالترندات لا تأتى من العدم أو مجرد محض صدفة لكنها هي: حشد هائل للجميع يلتفون حوله كل يوم حاملًا الكثير والكثير من الغايات، والمسيطر عليها العقل البشرى فالسؤال هنا؛ إلى أين يذهب بنا الترند اليوم؟
إقرأ أيضا ريفو
