في عالم مليء بالتحديات والفرص يصبح الحوار مع الشخصيات الملهمة أمرا ضروريا لفهم رؤاهم وتجاربهم وفي هذا اللقاء ،نلتقي بالكاتب خالد جميل
حدثني عن سيرتك الذاتية؟
خالد جميل ولدت عام 1981في محافظة القادسية وهي إحدى المدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات الأوسط ،تمتد جذورها
إلى مدينة ( نيبور السومرية ) قبل سبعة آلاف سنة تقريبا ...
كيف كانت بدايتك مع كتابة الشعر؟ وما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟
في عمر العاشرة كتبت بيتًا واحدًا وما زلت أحفظه لبساطته لأنه يعني لي الشيء الكثير (ابكي على قلبي الذي حب فتاة...عاش غريبا هائما في الذكريات)
ثم انقطعت عن أن امارس الكتابة حتى الثانية عشر من العمر حيث قرأت في تلك المدة كتابا اسمه (التعليقات والنوادر ، للهجري) فتأثرت بأشعاره مع كتابين اثنين هما (نهج البلاغة ) و(ألف ليلة وليلة).
من كان الداعم الأول لك في مشوارك الشعري؟
أختي العزيزة التي تصغرني بسنة واحدة مع عدد قليل من الأصدقاء الأحبة ...كانوا هم أوائل المشجعين والمستمعين لكتاباتي الباكرة.
كيف تؤثر البيئة المحيطة بك علي إبداعك ؟
أثرت البيئة التي أعيش فيها تأثيرا كبيرًا
على كتاباتي حيث كنا في حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم نعيش أجواء من الحزن والأسى في ظل الحرب ( العراقية الإيرانية) التي امتدت لثمان سنوات حيث تلتها حرب (الخليج الثانية)وارهاصاتها التي انعكست سلباعلى المزاج العام لعموم العراقيين...وبطبيعة الحال فهذا كله وجد لنفسه محلا في الأسلوب الذي اكتب فيه و إلى هذه اللحظة ، أسلوب يتصف بالشجن واللوعة والأسى...
من أين تستمد إلهامك في كتابة القصائد؟هل هناك تجارب شخصية تؤثر على كتاباتك؟
في بواكير كتاباتي تأثرت بأربعة شعراء وهم : بدر شاكر السياب ،نازك الملائكة، عبد الله الفيصل ،عبد الرزاق عبد الواحد .ثم رحت اتنقل بين الشوقيات والمتنبي وآخرين ... إلا أن الأسماء الأربعة الأولى التي ذكرتها كانت اللبنة الأساسية في تشكيل لغتي الأدبية والشعرية.
هل تعتقد أن الشعر قادر على التعبير عن قضايا إجتماعية وسياسية؟
كيف تتناول تلك الموضوعات في أشعارك؟
غالبية قصائدي هي ذات مغزى اجتماعي ...بل هو ينبثق من حركات المجتمع الإيجابية والسلبية وتناقضاته مثل : تفشي حالة الظلم وظاهرة التخلف والفقر وانحدار القيم ...على أني كتبت ذلك بإسلوب غير مباشر معتمدا على الرمز والتأويل في كثير من الأحيان...أما السياسة فهي جزء لايتجزأ من واقع القصيدة والمجتمع .
ما هو الموضوع الذي تفضل الكتابة عنه؟
ولماذا؟
أغلب الموضوعات التي كتبت فيها ذات سمة تجريدية تنبثق من الذات وتحاور الإنسان كقيمة عليا وتتمحور في فضاءات حية خارجية ، طارحة تساؤلات شتى بحثا عن إجابات ممكن لها أن تعود بالإنسان إلى شيء من العقلانية والتعقل...
وكذلك كتبت في أغراض غزلية تنطلق من صميم الوجد والشوق للحبيبة التي جاءت بصور عديدة في تلك النصوص .
كيف كان تأثير الشعر على حياتك الشخصية والمهنية؟
مازال الشعر يرافقني في كل مكان ولم المس تأثيرا سلبيا على حياتي العملية سوى الحاجة إلى عزلة أكثر وقليل من الصخب .
كيف تتفاعل مع ردود فعل القراء على قصائدك؟ هل تهتم بالنقد؟
أنا أؤمن أن النص يقوم بصياغته ثلاثة مؤلفين ،الأول : هو الشاعر نفسه حيث قام بعملية التأليف والتناص ،والثاني : القاريء فبدوره سيمنح انطباعا إيجابيا أو سلبيا تجاه النص فيكون مشاركا في عملية التأليف من خلال هذه الرؤية التي طرحها،وأما الثالث :فيكون الناقد المتخصص بما يمارسه من عملية تفكيك وتحليل للنص الأدبي.
ما هي أهم إنجازاتك ؟وما هو الطموح الأكبر الذي تسعى لتحقيقه كشاعر؟
شاركت في العديد من المهرجانات والإمسيات الشعرية بالإضافة إلى ماتنشره بعض الصحف المحلية والإقليمية،كما أنني وفقت لإصدار وتوقيع مجموعتي الشعرية الأولى ،الموسومة ب(ظل القرى...أجفانها)
وكان لي شرف المشاركة في أمسيتين شعريتين في مصر الحبيبة وأهداء نسخ من مجموعتي لنخبة من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالشعر ،وإني في صدد إصدار مجموعة جديدة مستقبلا على أمل أن أوفق في ذلك...
كيف ترى مستقبل الشعر العربي في ظل التغيرات الأدبية الحالية؟
على الرغم من الانحسار الذي تشهده رقعة المساحة الأدبية بشكل عام ،والشعر بالأخص ،بسبب الحراك المجتمعي المتوجه نحو الاقتصاد والآلة والتقنيات والتماهي مع الغرب الذي أصبح يركز على التطور التقني على حساب البناء الأدبي والفلسفي للمجتمعات ... فهذه التحديات لن تخلي ساحتنا الأدبية من محتواها بالتأكيد...وربما للدعم السلطوي والمنظماتي دور في توسيع هذه الرقعة
ماذا تنصح الشباب الذين يريدون الدخول إلى عالم الشعر؟
ينبغي للشباب الواعد أن يتوق إلى أدب يتمحور حول الإنسان كقيمة عليا جاعلا من رسالته الأدبية والشعرية ذات بعد قيمي متجرد عن الأفكار البالية التي تنحدر من القبلية والقومية والدينية كإنتسابات تضيق بأفق المعنى ورؤية الكون ،معني الشاعر الآن بالدعوة إلى حب الحياة والناس جميع الناس والسلام في معناه الشامل لكل مايدب على هذه البسيطة ...
واسمحوا لي أن أقدم لكم خالص شكري ومحبتي لما تبذلونه من جهود حثيثة لإذكاء الساحة الأدبية بشتى المجالات
بشكر حضرتك جداً علي وقتك الثمين ونتمني لك مزيد من التقدم والنجاح وننتظر منك عملا خاص بك قريباً وستكون المجله دائما في دعم حضرتك
بقلم/ سارة مشعل